تعيش الرياض حمى معرض الكتاب هذه الأيام، وهذا المعرض هو التظاهرة الثقافية الأكبر في بلادنا، وفيه يتم عرض كل الإصدارات الجديدة، والخوض في حوارات ثقافية متنوعة. يشهد المعرض هذا العام وجود تفاعلات رياضية من خلال إصدار بعض الكتب، فها هو المخضرم الكاتب تركي الناصر السديري يفوز بجائزة «الوزارة» عن كتابه «الرياضة والإسلام»، إذ دشّن توقيعه للكتاب مساء الإثنين الماضي، وها هو التنافس بين الهلال والنصر ينتقل إلى الدور، فهذا كتاب عن الهلال «اذكريني كل ما فاز الهلال» بقلم الرائع فارس الروضان، يسطر فيه نبض عاشق بأبجدية زرقاء، تغار منها كل الأحرف، وجاء طامي السميري ليدخل عالم النشر الرياضي من خلال بوابة ماجد عبدالله من خلال كتابه «ماجد عبدالله: قراءة وتأمل في أسطورة الكرة السعودية»، يزعم فيه مؤلفه أنه يقدم ماجد عبدالله برؤية جديدة بعيدة عن الأرقام والمنجزات والسيرة الذاتية! المجال الرياضي لدينا ملئ بالإثارة، ولا أعلم لم دور النشر تغيّب النشر عنه؟! ماذا لو أن إحدى دور النشر نشرت مثلاً مذكرات للخبير عبدالرحمن الدهام ورحلته مع الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ فأي أسرار ستكشف؟ وأي إثارة ستخرج؟ ما زال هناك فجوة بين الرياضة والتوثيق الكتابي، والاكتفاء فقط بما ينشر في الصحف أو بعض مواقع التفاعل الاجتماعي، فالتاريخ الرياضي السعودي يستحق أن تسعد به حركة النشر وتتفاعل معه، ويجب على الصحافيين وصناع الكلمة أن يثروا هذا الجانب بطريقتهم الخاصة. ماذا لو تحدث المبدع محمد العوم عن الصحافة الرياضية لدينا؟ وماذا لو كتب الكاتب والمحلل صالح علي الحمادي قصته مع الرياضية؟ كيف دخلها؟ وكيف خرج منها؟ عبدالعزيز شرقي صانع الصحافة الرياضية كتب كتابه عن صالح النعيمة يوم حفلة اعتزاله، وغادر المشهد باكراً، فماذا لو استنطقت دار نشر الفيلسوف يوسف الثنيان، وسطرت أروع الجمل معه، وصنعت أهدافاً بالجملة من خلاله. سعيد العويران بعد هدفه في بلجيكا، لماذا تنازل عن العالمية لأمور أخرى؟ ويوسف القبلان مارس العمل الإداري، وكان بالقرب من الأندية والاتحادات، لم لا يحكي عن الإدارة الرياضية لدينا؟ فالقصص كثيرة والروايات أكثر، ومن حق الأجيال أن تعرف أكثر وأكثر، ويبقى السؤال: هل سنجد العام المقبل كتباً رياضية ذات مضمون وتنافسية أكثر؟ إذ ستكون فرصة سانحة ليصافح الرياضي المثقف في مؤسساته ومعارضه حينها، ويكسب القارئ زخماً أكثر. [email protected]