عبدالرحمن السدحان.. رجل دولة من الطراز الأول يمارس رياضة العقل والإدارة بمهارة...نسرقه اليوم من شوؤنه كلها ونقترب منه ونرى كيف يتسلل الازرق الى بيته من خلال زوجته التي يفرح بهلاليتها ويناكف عنها ويعلن بصراحة حبه للانتماء الذي يمنحه الهلال لمحبيه.ضيفنا يمتدح حرية رياضتنا ويتمنى لها حواراً وطنياً بين اركانها وينبذ حال التعصب ويتحسر على غنى اللاعبين وعوز المثقفين... فإلى التفاصيل مكانة الرياضة في حياتك هل تفرح بها؟ - للرياضة مساحة في حياتي.. لا تقاس بحبي للحرف وفرحي بحضوره الدائم، قراءة وكتابة. الرياضة تمارسها أكثر عن قرب أم عن بعد؟ - أجبني أنت كيف تمارس الرياضة عن بعد. بين الرياضة والإدارة أين يتشكل العقل المدني؟ - بين الاثنين. كيف هي الروح الرياضية عند كبار المسؤولين؟ - مثلما هي عند صغارهم. لماذا بعض المباريات تخرج البعض عن الطور؟ - التعصب الرياضي... هو السبب الأول والعاشر والأخير. الجينات الرياضية.. كيف تقرأ تفاعلاتها؟ - وحدهم الراسخون في هذا العلم يعرفون الجواب. عشت بين بيروت وأميركا لفترة... كيف وجدت الرياضة في حياتهم؟ - عشت في زحلة (جنوب لبنان) عاماً دراسياً كاملاً لم أقربها أو أمارس سوى رياضة (السيكل أبو ثلاث عجلات)! أما في أميركا، ففيها العجب العجاب من الممارسات الرياضية المتعددة الأطياف، إلى الحد الذي قد يدفع المرء للظن بأن الشعب الأميركي لا يتنفس إلا رياضة ولا يحسن سواها 25 ساعة في اليوم والليلة! لو عرض عليك رئاسة نادٍ رياضي وكان في وقتك متسع... هل ستقبل؟ - لو كنت مؤهلاً لذلك... راغباً فيه، وذا مال ينفق منه بترف، لفكرت في سؤالك هذا. مَنْ من الوزراء يهتم بتشجيع الأندية أكثر؟ - من لديه الاهتمام الأكثر. التعصب الرياضي... كيف تجد متنفساً له بيننا؟ - للأسف في الشوارع والميادين، والحارات، على حساب أرواح وراحة وأعصاب الأبرياء من الناس! أما المتنفس المعقول لذلك فهو الملعب. هل عشقت رياضياً ما في يوم ما؟ - كلمة «عشقت» قوية جداً... حتى لو كان المعشوق رياضياً. ما الفرق بين صيحات الجماهير وصيحات المراجعين؟ - صيحات الجماهير الرياضية إعجاب أو تنديد، وصيحات المراجعين تذكير بالحق... أو تمرد على الطوابير غير الملتزمة. هل تحتاج رياضتنا إلى حوار وطني؟ - الجماهير الرياضية من جهة والصحافيون الرياضيون من جهة أخرى يحتاجون إلى جرعات «دسمة» من الحوار الوطني. فرحة رياضية لا تنساها... متى؟ - متى فاز منتخب المملكة في منافسة عالمية أو تأهل لكأس العالم، أو غادر اللاعبون والجمهور (ساحة الوغى) بلا صخب ولا شغب. صحافتنا الرياضية... هل تفوز بناظريك؟ - لا أقرأها إلا لماماً. كيف هو تحصيلك في الرياضة العالمية؟ - مثل تحصيل المتنبي في «فنيات» اللعب لدى ياسر القحطاني ومن في مستواه. إذا دخل المثقفون والبيروقراطيون إلى الرياضة... هل ستصطحبهم الشياطين؟ - كفى الله الفريقين (صحبة) الشياطين. لماذا لا تكتب مقالاً رياضياً؟ - لست مؤهلاً لذلك. بعض الفنانين أصبحوا رؤساء دول... ماذا تتوقع لو يصبح بعض اللاعبين رؤساء لدول هل سيتغير كل شيء؟ - ما الذي يحُول دون «تسلل» رياضي إلى كواليس السياسة كما فعل فنانون من قبل! وبعد ذلك لكل حادثة حديث. أي الرياضيات تحتاج إلى قرار إداري؟ - أي قرار إداري تعني؟! وزير وزارة.. ورئيس نادٍ رياضي من أكثر شهرة؟ - يعتمد ذلك على «جماهيرية» كل منهما. متى تتحول جلسة مجلس الوزراء إلى مباراة ساخنة؟ - ليس في مجلس الوزراء مباريات ولا مبارزات ساخنة، بل حوار دافئ لا يؤتي إلا خيراً. عندما يتطرق للشأن الرياضي في مجلس الوزراء... كيف ترى تجاوب البعض مع المشكل الرياضي؟ - كل بحسب معرفته واهتمامه بهذا الشأن. ما اللعبة التي تبدع فيها المرأة أكثر من الرجل؟ - تلك اللعبة التي لا يجيد أداءها سوى النساء. في الثقافة والمجتمع هناك ليبراليون.. في الرياض أي تسكن الليبرالية؟ - لا مكان ل «الليبرالية» وأخواتها بين أقدام اللاعبين. لماذا الحرية في الرياضة أكثر اتساعاً؟ - لأن الرياضة سقف عال من الكلام المباح وشبه المباح. ما الأفضل... معرض كتاب أم بطولة رياضية؟ - لماذا لا يشمل فعل (التفضيل) الاثنين معاً؟! ما الفرق بين المنافسة الثقافية والمنافسة الرياضية؟ - المنافسة الثقافية «حكمها» العقل والمعرفة معاً، أما الرياضة فتعتمد على «قدرة» الأقدام في ترجمة «فنيات» اللعب في الميدان. الرياضيون والفنانون سفراء للنوايا الحسنة... لماذا الأبواب موصدة في وجه الموظفين؟ - يفترض أن يكون الموظف سفيراً للنوايا الحسنة في إدارته يخدم من خلالها ذا الحاجة. منصب رياضي يليق بك؟ - معلق من منازلهم داخل أسوار مصفحة لا تسرب صوتاً من الداخل ولا قذيفة من الخارج. عندما سمعت أنه دفع 90 مليون يورو لأجل لاعب.. بماذا حدثتك نفسك الأمارة؟ - شعرت بأسى الكاتب المبدع الذي ينفق الأيام والليالي، وربما الشهور والسنين ليعد كتاباً ينفع به الناس ثم لا يجد من (يمن) عليه باقتناء نسخة من كتابه شراء، في حين ينال رياضي من المال والشهرة ما ينال في مقابل (ركلة جزاء) قادتها الصدفة إلى قلب المرمى لتحسم مباراة ساخنة. أي بطولاتك كنت أجمل؟ - التي لم تحدث بعد. وأي المباريات خسرتها وندمت؟ - لم أخض مباراة منذ زمن الكرة الشراب كي أخسر أو أندم. ما أول كرت أحمر نلته في حياتك؟ - حين قررت قبول دعوة «الحياة» للرد على هذا الاستجواب الرياض الجميل. من يستحق أن تمارس معه (المخاشنة) في الحياة؟ - من لا يحسن سواها. متى ضبطت قلمك في حال تسلل؟ - في إحدى حالات (اللاوعي) الفكري وفي غفلة من الحارس والحكم. متى يصوم حرفك عن التهديف؟ - متى فقد صاحبه الحرية أو خانه وهَنُ السنين. ما الكرة التي قذفتها إدارياً وطلعت (أوت)؟ - كثيرة... ولا سيما حين لا تعينني بصيرتي على التهديف. إصابات الملاعب تدمر حياة اللاعبين.. ما الذي يهدد حياة الإداريين؟ - يهددها (اللعب) ب (ميثاق) الإدارة وحقوق الناس. لو أردت تكوين فريق من الوزراء للعب الكرة.. من ستعين مدرباً لهم؟ - سأدع الأمر شورى بينهم. أنت إداري مميز... هل تستمتع بصناعة الأهداف أكثر من تسجيلها؟ - الاثنان متلازمان توقيتاً وحدثاً ومتعة. ما الفرق بين إدارة حكومية، وإدارة ناد رياضي؟ - لكل نشاط إداري «فنه» الخاص به، وتبقى المقارنة هنا غير ذات جدوى. لماذا لا توجد برامج لتخريج كوادر رياضية إدارية؟ - الرياضة فن وقدرات وأداء، وليست شهادات (تسلق) على ورق. بماذا يوحي إليك منظر مدرجات الملعب؟ - بحياة الصخب... وصخب الحياة. من يهز الملاعب... وتهتز معه؟ - من يملك (الموهبة) لهزها، أما أنا فلا (تهزني) سوى الكلمة المبدعة مسموعة أو مقروءة. كيف ترى فرحة من حولك بتشجيع الهلال؟ - أرى فيها مزيجاً من فوضى الفرح وعشوائية النقد، تبعاً للنتيجة. زوجتك هلالية ... هل تراها اتخذت القرار الصحيح بتشجيع الهلال؟ - هي أدرى بذلك. وأنا احترم قرارها لأنها تعنيني أكثر من الهلال. كيف هو تفاعلها مع انتظار الهلال لبطولة آسيا؟ مثلها في ذلك مثل أي متحمس ل «الزعيم» محب له. متى تقرأ المعوذات على من يشاهد هوس مباريات الهلال؟ - متى بدأت كلماته (تشدو) بمفردات الإعجاب أو الغضب، تبعاً للنتيجة القائمة في الميدان. هل لك طقوس خاصة في مشاهدة المباريات؟ - أشاهدها متى تيسر لي ذلك ولا أشد إليها رحالاً. ما الذي تشعر أن الهلال يمنحه ولا يمنحه ناد آخر؟ - اقتناع (المؤمنين) به.. أنه (زعيم). هل تتهرب من إعلان هلاليتك؟ - ماذا يهم الهلاليون إن أنا أشهرت (هلاليتي) أو أضمرتها. هل صحيح أن نادي الهلال نادي الحكومة؟ - أسألوا أهل العلم. كيف تروح على من حولك بعد هزيمة الهلال؟ - أدعو لهم بالسلامة، وأن يتقبلوا النتيجة ب «التسليم» والتجاوز عن «زلات» الحكم والمدرب والحارس واللاعبين والجمهور أجمعين.