ذكرت مصادر كويتية أن رجل أمن كويتياً أصيب بنيران مصدرها الجانب العراقي من الحدود أمس خلال تفقد فريق أمني لخط الحدود مقابل ميناء «أم قصر»، وأن اصابات وقعت نتيجة رمي متجمهرين عراقيين الحجارة على عمال كان يقومون بصيانة العلامات الحدودية. ووفق شهود، فإن الجانب الكويتي سحب عناصره، خصوصاً بعد إصابة سيارة لدوريات حدودية بطلقات نارية. ولم يصدر حتى مساء أمس بيان رسمي كويتي حول هذه الأحداث، لكن مصادر صحافية وغيرها ذكرت أن فريقاً تابعاً لوزارة الداخلية الكويتية كان يتفقد تلك المنطقة إثر قيام عمال تابعين للوزارة بأعمال صيانة للعلامات الحدودية والسور الأمني القائم هناك، بعد تعرضه للتخريب من قبل متظاهرين عراقيين. وخلال ذلك، تعرض العاملون للاعتداء برمي الحجارة وغيرها، ولدى تدخل الأمن الكويتي أطلقت نيران من الجانب العراقي، ما أدى إلى إصابة عنصر أمن على الأقل. ورد عناصر حرس الحدود الكويتي بإطلاق نار مضاد، وأمرت قيادة حرس الحدود الكويتي فريق صيانة الحدود بالانسحاب من الموقع لحين السيطرة على الوضع. ووفق صحيفة «سبر» الإلكترونية الكويتية، فإن عراقيَّيْن تجاوزا الحدود بعد تحطيم أجزاء من السور وحاولوا سرقة سيارات من الجانب الكويتي. ويعتبر حادث الأمس الأسوأ بين الجانبين منذ سقوط نظام صدام حسين العام 2003، كما يأتي بعد أسابيع من تحسن كبير في العلاقات اثر موافقة الكويت على إعفاء بغداد من تعويضات مستحقة بمئات الملايين من الدولارات. وكان مزارعون عراقيون تظاهروا قبل أيام احتجاجا على اقتطاع أجزاء من مزارعهم كانت متعدية على خط الحدود المتفق عليه دولياً العام 1993. ودفعت الكويت تعويضات عن هذه المزارع للحكومة العراقية قبل سنوات، لكن المزارعين يقولون إنهم لم يتسلموا شيئاً منها. ويثير الحادث حرجاً للحكومة الكويتية كونها دعمت سياسة التقارب مع العراق على رغم تحفظات شديدة من المعارضة الكويتية، وحتى من الصحف الأقرب للسلطة. وكان قرارها التنازل عن 900 مليون دولار من التعويضات ضد الخطوط الجوية العراقية الشهر الماضي، سبباً لانتقادات شديدة أيضاً. في غضون ذلك، قتلت قوة من خفر السواحل الكويتي شخصاً ايرانياً وأصابت آخر في اطلاق نار على زورق حاول التسلل الى الساحل الكويتي بغرض تهريب مخدرات، طبقاً لوزارة الداخلية الكويتية. وجاء في بيان للوزارة أمس، أن «المنظومة البحرية الرادارية التابعة لخفر السواحل، تمكنت من رصد هدف مجهول الهوية ومتابعته أثناء محاولته التسلل والدخول عبر المياه الإقليمية متجهاً بسرعة عالية صوب قاعدة محمد الأحمد البحرية التابعة لوزارة الدفاع وعدد من المنشآت الحيوية فى البلاد». وأضاف البيان أن زوارق لخفر السواحل «لاحقت الهدف وحاولت اعتراضه بإطلاق طلقات تحذيرية، إلا أن الزورق المجهول واصل طريقه رافضاً الانصياع للتعليمات الإرشادية (...) الأمر الذي حدا برجال دوريات خفر السواحل إلى التعامل المباشر معه وإطلاق النار عليه بعد مطاردته وإيقافه والسيطرة علي من فيه، وقد تبين أن الزورق المتسلل يحمل على متنه اثنين من المهربين إيرانيي الجنسية وبحوزتهما 74 قطعة حشيش ومواد مخدرة»، وأنه نتج عن المطاردة وفاة احد المتسللين وضبط المتسلل الثاني».