قتل ثلاثة مواطنين وجرح آخرون الإثنين اثر سقوط قذائف هاون في حي في جنوبدمشق، وقصف الطيران الحربي السوري حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط) الذي دخله مقاتلو المعارضة الأحد، وتمكنت الصحافية الاوكرانية انهار كوتشنيفا من الهرب من خاطفيها في سورية. وافادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس ان «قذيفة هاون سقطت خلف احد المحلات التجارية على طريق الدويلعة واسفرت عن استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 28 آخرين»، فيما ذكر التلفزيون السوري الرسمي أن ثلاث قذائف هاون «أطلقها إرهابيون قرب كنيسة مار يوسف في حي الدويلعة» جنوبدمشق. وأضافت الوكالة ان «قذيفة هاون سقطت في حارة المسك في باب شرقي (المجاور لحي الدويلعة) على أحد المنازل، متسببة بأضرار مادية في المكان من دون وقوع اصابات». كما افادت عن سقوط «قذيفة هاون اطلقها ارهابيون على ملعب تشرين اثناء مباراة بكرة القدم بين فريقي ناديي مصفاة بانياس وأمية، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بين اللاعبين والإداريين وحكم الاحتياط». وأوضح مصدر في صحيفة «الرياضية السورية»، أن «الإعلامي الرياضي يونس المصري الذي يعمل لديها أصيب في قدمه لدى سقوط قذيفة هاون على ملعب تشرين في حي البرامكة» في وسط العاصمة. وأشار المصدر إلى «وقوع أربع إصابات في الملعب، بينهم الإعلامي الذي كان يغطي المباراة بين فريقي مصفاة بانياس وأمية الإدلبي»، لافتاً إلى أنه «تم نقل الجرحى إلى مشفى الشامي» في العاصمة. وشهدت العاصمة مؤخراً استهدافاً مكثفاً بقذائف الهاون لأماكن حيوية بينها ثلاث قذائف سقطت في محيط مبنى الأركان وأخريان بالقرب من قصر تشرين الرئاسي واخرى في مدينة تشرين الرياضية في محيط المكان الذي سقطت فيه القذيفة الإثنين. الى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ان «طائرة حربية نفذت غارة جوية على حي بابا عمرو (...) في ظل استمرار الاشتباكات في جزء من الحي» لليوم الثاني على التوالي. وكانت القوات النظامية سيطرت على الحي في الأول من آذار (مارس) 2012 اثر قصف ومعارك استمرت نحو شهر. وامس الأحد، شن مقاتلون معارضون هجوماً مفاجئاً على الحي وتمكنوا من اقتحامه. وتوقع مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن تحاول القوات النظامية «طرد المقاتلين من الحي مهما كلف الأمر، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير ما تبقى منه». ويرتدي حي بابا عمرو أهمية رمزية، كونه حظي بتغطية إعلامية عالمية خلال حصاره والمعارك التي جرت فيه قبل سنة. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات الإثنين من جهتها، أن «وحدة من الجيش والسلطات الأمنية المختصة اشتبكت مع عناصر مسلحة وإرهابيين من جبهة النصرة حاولوا التسلل الى منطقة بابا عمرو»، مشيرة إلى «قتل وإصابة العديد من هؤلاء المسلحين». وأعلنت مجموعات مقاتلة معارضة للنظام في شريط فيديو بث على موقع «يوتيوب» على شبكة الانترنت، اطلاق معركة «الفتح المبين» لتحرير الحي وتخفيف الضغط عن أحياء اخرى محاصرة منذ اكثر من ثمانية اشهر في وسط المدينة. كما سجل قصف بالطيران أمس على مدينة الرقة، التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة الاسبوع الماضي، لتصبح اول مركز محافظة خارج سيطرة النظام، و «سبع غارات جوية خلال ساعة واحدة»، وفق المرصد، على محيط بلدة حيش في محافظة ادلب (شمال غرب)، في محاولة من قوات النظام «لفك الحصار عن حاجزي الحامدية ومعسكر وادي الضيف وإيصال الإمدادات العسكرية لهما». ويحاصر مقاتلو المعارضة المعسكرين ويقطعان عنهما طرق الإمداد منذ سيطرتهما على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية القريبة في التاسع من تشرين الأول (أكتوبر). في غضون ذلك، تمكنت الصحافية الأوكرانية انهار كوتشنيفا، التي خطفت في تشرين الأول (اكتوبر) في سورية، من الهرب من خاطفيها، وهي موجودة في مكان آمن في دمشق، وفق ما قال دميترو استافوروف احد افراد اسرتها. وأضاف استافوروف في اتصال هاتفي، أن «انهار نجحت في الفرار صباح اليوم (الإثنين) وهي حالياً في دمشق لدى أشخاص مؤتمنين». وأوضح «اتصلت بنا، وهي في صحة جيدة». ورفضت الخارجية الأوكرانية التعليق على الموضوع. وكوتشنيفا التي كانت تقيم في موسكو قبل توجهها إلى سورية، حيث خطفها عناصر قالوا انهم من الجيش السوري الحر، كانت تعمل في سورية مترجمة لوسائل إعلام روسية. ومنذ وصولها إلى سورية في أيلول، أجرت كوتشنيفا، التي تتكلم العربية بطلاقة، مداخلات على التلفزيون السوري دافعت فيها عن نظام بشار الأسد وتلقت تهديدات من مقاتلي المعارضة، وفق ما نقلت صحف روسية عن احدى صديقاتها. وهدد الخاطفون بإعدامها مطالبين بفدية للإفراج عنها، وفق اقاربها. في تركيا، اعلن وزير الداخلية معمر غولر أن الشرطة اعتقلت أربعة سوريين مرتبطين «بأجهزة الاستخبارات وبالجيش السوري» يشتبه في أنهم نفذوا هجوماً بسيارة مفخخة في شباط (فبراير) على الحدود التركية-السورية أدى إلى مقتل 14 شخصاً. وكانت سيارة تحمل لوحة تسجيل سورية انفجرت في 11 شباط عند مركز جيلفيغوزو (في بلدة رينهانلي) الحدودي الذي يفصل القطاعين التركي والسوري، ما أدى إلى مقتل 14 مدنياً. وقال الوزير للصحافيين: «لقد اعتقلت قواتنا الأمنية أربعة سوريين وتركياً في إطار هذا الهجوم»، مؤكداً أنه تبين أن هؤلاء المشتبه بهم على علاقة بأجهزة الاستخبارات وبالجيش السوري. وقطعت تركيا كل علاقة ديبلوماسية مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تطالب برحيله وتؤوي على اراضيها قرابة 290 الف لاجئ سوري. على صعيد آخر، ذكرت مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية الأحد، أن أميركيين يدربون مقاتلين من المعارضة السورية في الأردن، وذلك نقلاً عن أشخاص قالت انهم من المشاركين والمنظمين لهذه التدريبات. وقالت المجلة إنه لم يتضح بعد ما إذا كان الأميركيون يعملون لصالح شركات خاصة أو ينتمون إلى الجيش الأميركي، لكنها قالت إن بعضهم يرتدي ملابس عسكرية. ويتركز التدريب على كيفية استخدام الأسلحة المضادة للدبابات. وتلقى نحو 200 شخص تدريبات مماثلة بالفعل على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، وهناك خطط في المستقبل لتدريب 1200 فرد من الجيش السوري الحر في معسكرين في جنوب الأردن وشرقه. وكانت صحيفة «غارديان» البريطانية نشرت الجمعة تقريراً يفيد بقيام مدربين أميركيين بتدريب مقاتلي المعارضة السورية في الأردن. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أردنية أن مدربين بريطانيين وفرنسيين يشاركون أيضاً في التدريبات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وأضافت «دير شبيغل» أن أجهزة الاستخبارات الأردنية تشارك في برنامج التدريبات الذي يهدف إلى تشكيل حوالى 12 وحدة يبلغ عددها الإجمالي نحو 10 آلاف مقاتل مع استبعاد الإسلاميين المتشددين. وقال أحد المنظمين للصحيفة: «تريد أجهزة الاستخبارات الأردنية منع السلفيين من العبور من الأردن إلى سورية كي لا يعودون بعد ذلك لإثارة الاضطرابات في الأردن نفسه».