لا عجب أن يخرج الاجتماع التنسيقي لاتحادات دول غرب آسيا بنتيجة سلبية فاشلة، وإلا بماذا نفسر التوصيات التي صاحبت الاجتماع؟ وإن كانت هذه التوصيات مطالب على المرشح العربي المقبل لرئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، فهذا دليل جلي بأن الأعضاء العرب الحاليين والسابقين في الاتحادين الدولي والآسيوي «فاشلون»! الاجتماع التاريخي خرج بتوصيات لعلها كانت أكثر غرابة من عدم اتفاق مرشحي غرب آسيا لمنصب الرئيس، فأشد المتفائلين يأمل بانسحاب المرشح السعودي حافظ المدلج من الانتخابات الآسيوية، ليبقى الصراع بين البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، والإماراتي يوسف السركال، لكن على ما يبدو فإن هذه التوصيات ستكون مهمة الرئيس المقبل! فبخلاف أن يتفق العرب على مرشح واحد لمنصب الرئيس لخدمة منطقتنا الحبيبة «غرب آسيا»، يريد اتحاد غرب آسيا توفير الدعم الكامل لقضية الاتحاد الفلسطيني وما يعانيه من صعوبات في مسيرته، مما يعني فشل كل من القطري محمد بن همام، الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي، والأمير علي بن الحسين، نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رئيس اتحاد غرب آسيا، في تحقيق ذلك حتى الآن! يريد اتحاد غرب آسيا (المتأسس في 2002) أن يحظى باعتراف «فيفا» أسوة بالاتحادات القارية مثل الاتحاد الأفريقي والأميركي الشمالي وغيرها! وعلى رغم أن هذا الاتحاد يعتبر اتحاد إقليمي، وعلى رغم أن اتحادات مناطق آسيا (شرق آسيا والآسيان وجنوب ووسط آسيا)، ليست معترفاً بها من الاتحاد الدولي، إلا أن هذه القضية تقع تحت مسؤولية رئيس الاتحاد نفسه، وهو نائب رئيس الاتحاد الدولي. الأمر ذاته ينطبق على توصية تعديل التصنيف الشهري للمنتخبات العربية والآسيوية، لرفع قيمة الحضور للمنتخبات العربية في المجال الدولي، أتساءل: ماذا كان يفعل الأعضاء العرب في مناصب الاتحاد الدولي؟ لماذا صبروا كل هذا الوقت لطلب تعديل التصنيف الشهري! وهل هذا دور رئيس الاتحاد الآسيوي، أم دور نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا)؟ توصية أخرى مضحكة في هذا الاجتماع المهم، وهو ضرورة تفعيل اللغة العربية داخل الاتحاد الآسيوي، إذا كان الاتحاد الآسيوي يخاطب جميع اتحادات القارة باللغة الانجليزية، وهي اللغة الرسمية في التداول بين أطراف اللعبة، ولم يحدث يوماً أن أرسل الاتحاد الآسيوي خطابات باللغات الصينية أو الأوزبكية أو المالية أو العربية، ولهذا السبب يتوافر مترجم متخصص في كل اتحاد، إلا إذا كان العرب لا يثقون بترجمة موظفيهم! بالفعل هم صادقون بكل كلمة قيلت في بيانهم، إننا بحاجة لمرشح لا يكون فاشل كالموجودين، بل يعمل بجد لتحقيق مطالبنا، بينما أنا على يقين بأن التايلاندي واراوي ماكودي يستطيع أن يفِ بوعوده لو رشحوه... لماذا؟ لأن جميع الأعضاء العرب في الاتحادات الدولية والقارية لم يفتح فمه لإيقاف مهزلة نزع صور «العربي» بن همام من مكاتب الاتحاد الآسيوي في كوالالمبور، الذي يرأسه بالإنابة عضو صيني ضعيف الشخصية... فكيف سيفتح فمه للمطالبة بالتوصيات المطلوبة! [email protected] MansourAD@