أفرج معارضون سوريون أمس عن 21 جندياً فيليبينياً من قوة الأممالمتحدة لمراقبة الهدنة في الجولان كانوا قد احتجزوهم منذ أيام وسمحوا بنقلهم إلى الأردن. وجاء الإفراج عن الجنود الدوليين في وقت استمرت المواجهات في مدن سورية عدة بين قوات النظام وفصائل المعارضة التي أعلنت سيطرتها على طريق تربط العاصمة دمشق بمدينة درعا في جنوب البلاد. وبث معارضون مقطع فيديو على شبكة الانترنت قالوا إنه يُظهر «أبطال الجيش السوري الحر يقطعون الطريق الدولي دمشق - درعا (أوتوستراد دمشق الدولي) لقطع الإمداد عن اللواء 38 المحاصر لليوم الثاني على التوالي». لكن مصادر قريبة من النظام قالت ان اوتوستراد دمشق - درعا لم يقطع ولكن توقفت الحركة عليه بسبب اشتباكات في منطقة خربة غزالة. وحذّرت أمس كتائب معارضة المدنيين من استخدام مطار حلب الدولي في شمال سورية، وبُثّت صور تُظهر تعرض مصفاة حمص للنفط، وسط البلاد، إلى حريق كبير جراء ما وُصف بأنه قصف من قوات النظام. وكانت الحكومة السورية أعلنت قُرب تشغيل مطار حلب بعد دعم محيطه بقوات عسكرية. غير أن بياناً صادراً عن غرفة العمليات في حلب أفاد أمس أن مطار المدينة المدني ومطار النيرب العسكري «منطقتان عسكريتان مغلقتان يُمنع دخولهما من دون إذن خطي من القيادة». وفي حمص، أفادت تنسيقية حي الخالدية أن «الجيش الحر» تصدى لقوات نظامية حاولت اقتحامه، في ظل قصف جوّي وسماع أصوات انفجارات هائلة. وقال أحد الناشطين «إنه اليوم السادس على التوالي من هجمة هي الأعنف على أحياء حمص المحاصرة منذ نحو 270 يوماً». ونقلت «فرانس برس» عن بيان ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الأحياء المحاصرة في مدينة حمص تعرضت أمس لقصف عنيف من القوات النظامية التي تحاول منذ أيام اقتحامها وتشتبك مع المقاتلين المعارضين الذين يسطيرون عليها. وقال المرصد في بريد الكتروني «تتعرض احياء الخالدية وحمص القديمة في مدينة حمص لقصف عنيف من قبل القوات النظامية يرافقه اصوات انفجارات عدة». وأضاف ان الاشتباكات «لا تزال مستمرة (...) على اطراف هذه الاحياء في محاولة من القوات النظامية السيطرة على المنطقة» الواقعة في وسط المدينة التي يعدها الناشطون المعارضون «عاصمة الثورة» المستمرة منذ نحو عامين ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وكان النظام السوري بدأ في الرابع من آذار (مارس) الجاري بشن حملة واسعة على عدد من أحياء وسط مدينة حمص تشكل معقلاً لمقاتلي المعارضة، ويفرض عليها حصاراً منذ أشهر. وكان لافتاً أن المعارضة تحدثت عن «اشتباكات» جرت على طريق حمص قرب بلدة السمعيل وان كتيبة تحمل إسم عدنان عقلة، وهو أحد قيادات «الطليعة المقاتلة» في «الإخوان المسلمين» في ثمانينات القرن الماضي، شاركت في المعارك ضد القوات الحكومية. وفي إدلب شمال غربي البلاد، تحدثت المعارضة عن استهداف طائرة حربية في سماء ريف إدلب، مؤكدة أنها قصفت مواقع لقوات النظام في وادي الضيف قرب معرة النعمان ومعمل القرميد قرب أريحا. وأفادت أنها «المرة الأولى منذ فترة» التي تحلّق فيها ثلاث طائرات عسكرية، إثنتان منها نفاثتان إضافة إلى مروحية، لتقوم بقصف قرب جبل الزاوية، بعد استهداف دبابتين للنظام هناك. وشُيّع في الجامع الكبير في اريحا ضحايا سقطوا في قصف وقع أول من أمس. وفي دير الزور، أعلنت مصادر المعارضة أن «قصفاً عنيفاً جداً بالمدفية الثقيلة وراجمات الصواريخ (استهدف) معظم أحياء مدينة دير الزور» أمس. أما «المرصد السوري» فقد أفاد أن اشتباكات دارت في حي الحويقة وأطراف حي الجبيلة في مدينة دير الزور، يرافقها قصف من القوات النظامية التي نفذت حملة اعتقالات في حي القصور. ويسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة من ريف هذه المحافظة الواقعة على الحدود مع العراق، في حين لا تزال غالبية أحياء المدينة تحت سيطرة القوات النظامية. وفي الرقة التي باتت أول عاصمة لمحافظة تسقط في أيدي المعارضين، فقد تحدث ناشطون عن «سقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف الطيران الحربي لصوامع المدينة». وفي ريف دمشق، أشار معارضون إلى «سماع أصوات قصف عنيف من راجمات الصواريخ المتواجدة في بلدة حفير تستهدف حي جوبر». في غضون ذلك، كشفت الهيئة العامة للثورة السورية عن انشقاق 4704 عناصر عن النظام خلال شهر شباط (فبراير) الماضي، موضحة أن المنشقين توزعوا على 144 حالة انشقاق. وتضم قائمة المنشقين ضباطاً وصف ضباط ومجندين وعدداً من الديبلوماسيين والإعلاميين. كما سجّلت الهيئة «انشقاق عدد من آليات جيش النظام السوري، فيما تم توثيق إعدام 29 عسكرياً ومجنداً من قبل قوات النظام أثناء محاولتهم الانشقاق». جنود حفظ السلام وفي بيروت قال مصدران من المعارضة السورية ل «رويترز» إن 21 من جنود حفظ السلام التابعين للأمم المتحدة الذين احتجزهم مقاتلون من المعارضة السورية لمدة ثلاثة أيام في قرية في جنوب سورية عبروا الحدود إلى الأردن أمس السبت. وقال أبو محمود من «لواء شهداء اليرموك» الذي احتجز جنود حفظ السلام في قرية جملة يوم الأربعاء: «جميعهم موجودون الآن على الجانب الأردني من الحدود وهم في صحة جيدة». وأضاف أنه عبر مع الجنود إلى الأردن. والجنود ال 21 من الفيليبين واحتجزهم مقاتلو «لواء شهداء اليرموك» الاربعاء في قرية الجملة على بعد نحو 1.6 كيلومتر من خط وقف إطلاق النار بين سورية واسرائيل في مرتفعات الجولان وعلى بعد عشرة كيلومترات من الأردن. وأكدت الحكومة الأردنية مساء أمس وصول المراقبين الدوليين ال 21 إلى داخل حدودها. وقال الناطق باسمها الوزير سميح المعايطة ل «الحياة» إن «المراقبين التابعين للأمم المتحدة الذين كانوا محتجزين في سورية عبروا الحدود الأردنية مساء اليوم (أمس)». وأضاف أن هؤلاء «في طريقهم إلى العاصمة عمّان وسيتم تسليمهم إلى الأممالمتحدة». ورفض المعايطة إعطاء مزيد من التفاصيل، لكنه أوضح أن «القوات المسلحة الأردنية تسلمت هؤلاء من جهة المعارضة السورية». وفي الإطار ذاته، قالت مصادر عسكرية أردنية ل «الحياة» إن «جنود حفظ السلام عبروا الحدود الأردنية فعلاً، وصاروا في عهدة الجيش الأردني»، مشيرة إلى أنهم يتمتعون بصحة جيدة. وكشفت أن قيادات كبيرة في الجيش الأردني على رأسها قائد حرس الحدود حسين الزيود «كانت على تواصل مستمر خلال الساعات الماضية مع قيادات الجيش الحر، لتسلم الجنود المختطفين، بناء على طلب أممي». وجاء الاتفاق أمس على خروج الجنود الدوليين بعد فشل محاولة أولى لإخراجهم من جملة جراء قصف من القوات النظامية تعرضت له مناطق محيطة بالبلدة، ما دفع إلى إنسحاب موكب من الأممالمتحدة كان مخصصاً لنقلهم. وكادت عملية إخراج المراقبين الدوليين تتعثر مجدداً أمس، إذ بعدما ساد هدوء الوضع الميداني في ساعات الصباح الأولى سرعان ما «اندلعت اشتباكات بين المقاتلين والقوات النظامية عندما هاجم المقاتلون سرية عسكرية في المنطقة الواقعة قرب قرية عابدين» على مسافة ثلاثة كيلومترات الى الجنوب من جملة.