حذّر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ حسين آل الشيخ من أن: «المسلمين تحيط بهم فتن عظيمة ومِحن جسيمة، ألا وإن أعظم الفتن وأشدها خطراً وأكبرها ضرراً هذه الفتن التي تقع في كثير من مجتمعات المسلمين اليوم من اختلاف الكلمة، وتفرّق الصفّ وانتشار الأحقاد والبغضاء بسبب التكالب على هذه الدنيا، حتى وقع في ذلك الشرّ المستطير، والضرر الكبير على البلاد والعباد، نال الأمن والأمان وأصاب الأنفس والأموال». وأوضح في خطبة أمس (الجمعة) أن: «الفتن سببت إزهاق الأرواح وانتهاك الأعراض وسلب الأموال، حتى أن رفع بعض المسلمين السلاح، وصدق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)». وأشار إلى أن «أعظم الضمانات وأسباب الوقاية من شرور الفتن، تكمن في التمسّك بالثوابت والأسس والحرص على المبادئ والأصول التي جاء بها الشرع المطهّر، ليحصل الضمان الأعظم لتوخي أخطار الفتن ودفع الشرور والأخطار، قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). فالقيام بمقتضى توحيد الخالق والإيمان والعمل بتطبيق شريعة رب العالمين سبب للوقاية من الفتن، مذكراً بوصية رسولنا صلى الله عليه وسلم، (احفظ الله يحفظك)». وقال الشيخ آل الشيخ : «إن من الأُسس التي يجب الحفاظ عليها عن حدوث الفتن، أن نقوي رابطة الإخوة الإيمانية بيننا، وأن نعلم أن أوثق عُرى الإيمان الحب في الله ومعرفة الحقوق للحاكم والمحكوم، التي متى حُفظت من الجانبين عمّ الأمن والرخاء، وبالتهاون في هذه الحقوق تحصل الشرور وتقع الأخطار». مشيراً إلى «أن على الحاكم في كل بلد أن يقوم بواجب الأمانة والمسؤولية بإخلاص وصدق ومراقبة لله سبحانه وتعالى». وأضاف إن: «على الحكام جميعاً أن يسيروا بالرعية في بلاد المسلمين بقاعدة العدل بمبدأ الإنصاف، أو بتمكينه في بلدانهم بشتى صور ومختلف أشكاله، فبالعدل يأمن الحاكم ويأمن المحكوم، وبالظلم يعمّ الشرّ على الجميع وينتشر الفساد وتحل بالقلوب البغضاء والأحقاد». وفي مكةالمكرمة، أوضح إمام المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة خياط في خطبة (الجمعة) أنه: «إذا تعددت نِعم الله على عباده فإن من أجلّ هذه النِعم بعد نعمة الهداية إلى الإسلام، نعمة السمع والأبصار والأفئدة، التي خصّها الله بالذكر لشرفها ومنزلتها، فهي مفاتيح كل علم وسبب مُوصل إلى الهداية وإلى صراط الله المستقيم، وسبيل يُدرك به المرء ما يرجوه ويأمله، ويميز به ما يضره وما ينفعه».