نظم «مجلس شورى شباب الإسلام» في درنة (شرق ليبيا) عرضاً عسكرياً ل الشرطة الإسلامية» التي شكّلتها ذراعه العسكرية المعروفة باسم «جيش الإسلام»، بالتزامن مع تجمع جماهيري في «ساحة الصحابة» وسط المدينة امس، للإعلان عن مبايعة ما يعرف ب «إمارة درنة» الإسلامية لتنظيم «داعش». وأتى اعلان متشددي درنة مبايعتهم «داعش» بضغط من ابرز تنظيماتهم وهو «انصار الشريعة»، وذلك وسط تقارير عن جدل بينهم وبين قياديين في «الجماعة الليبية المقاتلة» سابقاً و»الإخوان المسلمين» الذين طالبوا بتأجيل هذا الاعلان الى حين حسم معركة مطار بنينا في بنغازي (شرق) والذي يسعى «مجلس شورى الثوار» هناك الى السيطرة عليه خلال معارك طاحنة مع مقاتلي عملية «الكرامة» بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر. وأفادت مصادر بأن اعلان تشكيل «الشرطة الإسلامية» في درنة هدفه اظهار ان الوضع في المدينة آمن والتأكيد على سيطرة المتشددين عليها. ويتزامن ذلك مع اطلاق جيش الإسلام في درنة بريطانياً بعد اكثر من ثلاثة اشهر على خطفه. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس، بأن البريطاني ديفيد بولام اطلق بعد دفع فدية لم تحددها الى خاطفيه. وأشارت «بي بي سي» الى ان المدرسة الأوروبية في بنغازي حيث كان يعمل بولام مدرساً، هي التي دفعت الفدية، من دون توضيح كيف تم جمعها. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية السبت أن بولام عاد إلى بلاده وإلى اسرته وهو «بخير وعلى ما يرام»، لكنها رفضت التعليق على تقرير «بي بي سي» حول دفع فدية باعتبار ان الحكومة البريطانية ترفض سياسة دفع اموال لإطلاق رهائن. وكان بولام (53 سنة) يعمل استاذاً في المدرسة الأوروبية في بنغازي حيث اختطف في 19 ايار (مايو) الماضي. وظهر بولام في شريط فيديو في 28 آب (اغسطس) الماضي، وجه خلالها نداء الى المسؤولين البريطانيين من أجل إنقاذ حياته. وقال: «صحتي جيدة حالياً. أنا هنا منذ وقت طويل للغاية. أدرك أن الأميركيين أطلقوا سراح بعض السجناء من أجل السماح لمواطن أميركي بالعودة إلى وطنه. أناشد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون من فضلك افعل ذات الشيء للسماح لي بالعودة الى عائلتي». وأفاد مصدر في المدرسة طالباً عدم ذكر اسمه، بأن الخاطفين اتصلوا بمدير المدرسة وهو ليبي، طالبين منه دفع فدية مالية. وكان مدرس اميركي يعمل في المدرسة ذاتها، قتل رمياً بالرصاص في كانون الأول (ديسمبر) الماضي في بنغازي التي تسيطر جماعات اسلامية على انحاء واسعة منها. ويأتي الأفراج عن بولام بعد بضعة أيام من قيام متشددي «داعش» في العراق وسورية بذبح موظف الإغاثة البريطاني آلن هيننغ في أحدث عملية إعدام من هذا النوع يسجلها التنظيم المتشدد ويبثها على الإنترنت. في غضون ذلك، شهدت مناطق عدة في بنغازي، غارات جوية لطيران حفتر وقصفاً بالمدفعية والصواريخ لم يعرف على الفور ما اذا كانت اسفرت عن اصابات في الأرواح. واستهدفت الغارات الجوية مواقع «مجلس شورى ثوار بنغازي» في مناطق الرحبة والقوارشة وقاريونس.