اعتبر انفصاليو دونيتسك، معقل المتمردين الموالين لروسيا في شرق اوكرانيا، أن «الهدنة أسوأ من المعارك»، بعد تواصل القصف على المدينة، اثر شهر على توقيع اتفاق لوقف النار مع كييف. وأعلنت منظمة الأمن والتعاون في اوروبا ان جانبَي النزاع أقاما «مركز تحكم وتنسيق» يتعلق بوقف النار، ويأملان بأن «يعزز ازالة التوتر». لكن يكاترينا مانانيكوفا اعتبرت أن «لا وقفَ للنار»، مشيرة الى معارك للسيطرة على مطار دونيتسك الذي ما زال في قبضة القوات الحكومية. وقالت اولغا التي تسكن دونيتسك: «صحيح انه تم توقيع اتفاق سلام، ولكن المدافع هي القوة الوحيدة صاحبة القرار هنا. لا نشعر بأي وقف للنار». وسأل فيتالي شورا ساخراً: «كم مرة يجب اعلان السلام لكي يصبح فاعلاً؟ ثلاث، اربع مرات. أعتقد بأن الجيش الأوكراني حاول الحفاظ على السلام، ولكن الانفصاليين هاجموا مطار» دونيتسك. وأورد بيان نُشر على موقع الكتروني للانفصاليين في دونيتسك، الاضرار التي لحقت بالمدينة خلال الايام الماضية، معتبراً أن «الهدنة اسوأ من المعارك». وعلى رغم الدمار المستمر، تجنّب الجانبان إعلان سقوط الهدنة، بل أن الجنود الروس والاوكرانيين شكلوا لجنة مراقبة بالتعاون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا، لإجراء دوريات على الجبهة. وتبادل الطرفان اتهامات بانتهاك الهدنة، علماً أن مقتل عامل سويسري في اللجنة الدولية للصليب الاحمر أخيراً، أجبر المنظمة الدولية على تجميد عملياتها موقتاً في شرق اوكرانيا. وقالت ناطقة باسمها: «قررنا وقف عملنا لبعض الوقت. علينا ان نقوّم الوضع، نريد مساعدة الناس ولكن علينا إيجاد توازن بين المساعدة وبين أمن موظفينا». ورأى محللون ان كييف تريد الحفاظ على الهدنة لأسباب بينها اقتراب موعد الحملات للانتخابات النيابية المرتقبة في 26 الشهر الجاري، أملاً بمشاركة واسعة في شرق البلاد. وقال المحلل تاراس بريزوفيتس: «يرغب المجتمع في نهاية الحرب، ويحاول الساسة تلبية هذه المطالب، وسيتابع (المجتمع) التحدث عن الهدنة ولو انها غير موجودة واقعاً». وأضاف ان موسكو لا تريد اعلان انتهاء الهدنة، معتبراً ان من «المفيد بالنسبة اليها إبقاء الوضع في اوكرانيا مزعزعاً». وتابع أن «الهجمات تتواصل، فيما يستمر وقف النار اشهراً». الى ذلك، أعرب الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يوتشينكو عن خيبة امله من موقف الاوروبيين، إذ قال لمجلة «بروفيل» النمسوية: «بعض القادة الاوروبيين يؤيد الآن عدم فرض عقوبات جديدة على روسيا. خاب املي من جيراننا، وكذلك من النمسا». لاتفيا في غضون ذلك، أظهر فرز 98 في المئة من الأصوات في الانتخابات النيابية التي نُظمت في لاتفيا السبت، فوز يمين الوسط الحاكم بغالبية واضحة، بعد اتخاذه موقفاً متشدداً من سياسة روسيا في أوكرانيا. ونال حزب الوحدة وتحالف القوميين واتحاد الخضر والمزارعين، نحو 58 في المئة من الأصوات، في مقابل 23.3 في المئة لحزب «الوفاق» الممثّل للناطقين بالروسية الذين يشكّلون حوالى 21 في المئة من الناخبين، وهذه أعلى نسبة يحصل عليها حزب منفرد. وتسعى أحزاب يمين الوسط إلى تكامل سياسي أوثق مع أوروبا، والى مزيد من الدعم من الحلف الأطلسي، لمواجهة روسيا. وكان فوز حزب «الوفاق» سيمنح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صديقاً مقرباً في الاتحاد الأوروبي الذي ستتولى لاتفيا رئاسته الدورية مطلع العام المقبل، إذ إن رئيس الحزب نيلز اوشاكوفس لا يخفي إعجابه ببوتين، علماً أن «الوفاق» وقّع اتفاق تعاون مع حزب «روسيا الموحدة» الذي يتزعمه سيد الكرملين. وقال الرئيس اللاتفي أندريس برزنس ان التحالف «فاز بغالبية مقنعة»، علماً أن رئيسة الوزراء اللاتفية ليمدوتا سترايغوما كانت قالت لدى إدلائها بصوتها: «هذه الانتخابات مختلفة، بسبب ما يحدث في أوكرانيا. الوضع يتصاعد هناك مجدداً والناس قلقون مما سيحدث لأن لنا حدوداً مع روسيا». وكانت لاتفيا إحدى جمهوريات البلطيق الثلاث في الاتحاد السوفياتي، وتخشى تدخلاً عسكرياً روسياً مشابهاً لضمّ شبه الجزيرة القرم من أوكرانيا.