تمحورت خطب عيد الأضحى المبارك التي ألقيت أمس، في مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وفي مساجد في صيدا وبعلبك، حول ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين من المسلحين السوريين في تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة». وشدّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان من مقر المجلس على أهمية «دعم الجيش اللبناني ليكون الورقة الرابحة في الميدان والابتعاد عن فساد المفسدين وبغي الباغين». كما دعا الى الابتعاد «عن المؤامرات والفتن والأحقاد». وأكد رئيس الهيئة الشرعية ل «حزب الله» الشيخ محمد يزبك في خطبة العيد في مسجد الإمام علي في بعلبك، «إن العيد الحقيقي يكون عندما يتحرر أسرانا من العدو التكفيري وتتحرر عرسال وتعود إلى حضن الوطن. وعندما يقدم الدعم الكامل للجيش ليحمي حدود الوطن». ودعا إلى «أعلى درجات الوعي والتضامن ورص الصفوف لمواجهة العدو الصهيوني جنوباً والتكفيريين شرقاً الذين يعملون على الخطف والقتل والابتزاز خدمة للمشروع الذي يريد تفتيت وشرزمة المنطقة». وثمّن «المبادرة الإيرانية بتقديم السلاح للجيش اللبناني»، شاكراً «دور الجمهورية الإسلامية في الوقوف إلى جانب المقاومة والشعب اللبناني في مواجهته الطويلة مع العدو الصهيوني». ورأى الشيخ عفيف النابلسي في خطبة العيد التي ألقاها في مجمع السيدة الزهراء في صيدا «ان لا عيد والفتنة نار تحرق ورد الإخوة والمحبة والسلام، ولا عيد في ظل إرهاب متوحش يزحف من مكان إلى آخر فيغرق البلاد دماً وكرهاً وقسوة وعواء كعواء الذئاب. لا عيد في ظل غزوِ استعماري جديد». ورأى أن اللبنانيين أسرى الانقسام والطائفية والخلافات المذهبية، فلا رئيس ولا حاكم ولا قيادة تنعش الآمال بالوحدة والتضامن. والحزن يلف ربوع الوطن بسبب أسرى الجيش اللبناني الّذين لم تستطع الدولة حتى الساعة استعادتهم»، معتبراً ان «هذا التذبذب والتشتت في تكوين رؤية سياسية وأمنية لمعالجة هذا الملف ينجم عن دولة تعيش الحيرة والضياع والتلكؤ في الدفاع عن مواطنيها. ونوبة الغضب التي اعترت أهالي الأسرى نتيجة طبيعية للسياسات العقيمة بحيث نجد أن الدولة عبر جيشها غير قادرة على مواجهة الإرهابيين وإقفال طرق الإمداد في منطقة عرسال وجرودها عليهم». واعتبر ان «لا إرادة لتسليح الجيش ولا خطة للدفاع عن السيادة، ولا قبول لهبات عسكرية غير مشروطة من دولة كإيران. فماذا يريد بعضهم من هذا المسار؟ وكيف يمكن أن يبقى بلد ثابتاً موحداً وهو مرتهن لأرباب الفتنة والتقسيم أي أميركا وحلفائها». وأمّ إمام مدينة صور الشيخ حسين إسماعيل صلاة العيد في مسجد الإمام عبد الحسين شرف الدين، ودعا «اصحاب المنابر والعقول النيّرة الإسلامية الواعية والمعتدلة الى ان تتصدى للفكر المتطرف، فالعالم الإسلامي يشهد فتنة داخلية لا يجوز السكوت عنها، ولبنان كان له نصيب من هذه الحركات الإرهابية المتطرفة، ولا يمكن ان يحفظ من مشاريعها الا بالوحدة الداخلية، ونشر الوعي بين ابنائه وملء الفرغ الحاصل لا سيما على مستوى رئاسة الجمهورية وغيرها، فلا يجوز ان يبقى البلد من دون رئيس». ودعا «جميع اللبنانيين قادة وسياسيين وأحزاباً وأهالي الى الالتفاف حول الجيش اللبناني في معركته مع الإرهاب»، آملاً ب «أن يطلق سراح العسكريين قريباً».