أقر مجلس الأمن بالاجماع أمس، عقوبات جديدة بحق كوريا الشمالية، وذلك رداً على التجربة النووية الثالثة التي نفذتها بيونغيانغ في شباط (فبراير) الماضي. وجاء القرار بعد ساعات من تهديد كوريا الشمالية بتوجيه «ضربة نووية وقائية» إلى الولاياتالمتحدة رداً على «سعيها إلى شن حرب ذرية» في شبه الجزيرة الكورية. وقال الناطق باسم الخارجية الكورية الشمالية في بيان: «طالما أن الولاياتالمتحدة تستعد لشن حرب نووية، فإن قواتنا المسلحة الثورية تحتفظ لنفسها بحق شن ضربة نووية وقائية لتدمير معاقل المعتدين». كما حذر الناطق من أن حرباً كورية ثانية قد تكون «حتمية»، إذا واصلت الولاياتالمتحدة وكوريا الجنوبية رفض مطالب بيونغيانغ بإلغاء تدريبات عسكرية مشتركة واسعة النطاق مرتقبة الأسبوع المقبل. وفي نيويورك، طوق مجلس الأمن البرنامج النووي والباليستي في كوريا الشمالية بحزمة خامسة من العقوبات تحت الفصل السابع. ودان المجلس في قرار صدر بالإجماع تحت الرقم 2094 التجربة النووية، مشدداً على واجب كوريا الشمالية الامتناع عن إجراء أي تجربة أخرى والتوقف عن إطلاق صواريخ باليستية. وعزز القرار سلطات الدول كافة في تفتيش الشحنات أو الطائرات المتجهة الى أو من كوريا الشمالية وتوقيفها، إضافة الى فرض عقوبات تمنع العمليات المالية والمصرفية المخصصة لأنشطة بيونغيانغ غير المشروعة. وأضاف لائحة جديدة بأسماء مسؤولين وكيانات ومؤسسات مالية الى جداول العقوبات الدولية القائمة حالياً. كما منع كوريا الشمالية من استيراد المواد الفاخرة وبينها اليخوت وسيارات السباق، في استهداف مباشر لكبار المسؤولين في بيونغ يانغ. وأعدت القرار الولاياتالمتحدة، في سياق مفاوضات طويلة بدأت في 12 شباط (فبراير) مع الصين، حليف كوريا الشمالية في مجلس الأمن. ودل مستوى دقة العقوبات المتضمنة في القرار الجديد على المدى الذي وصلته الصين في امتعاضها من كوريا الشمالية وهو ما أشار اليه سفيرها لي باودونغ أمس بعد تبني القرار بأن على بيونغيانغ أن «تتقيد بقرارات مجلس الأمن». ورحبت السفيرة الأميركية سوزان رايس بتبني مجلس الأمن القرار بالإجماع، معتبرة أن العقوبات الجديدة «سترفع ثمن انتهاكات كوريا الشمالية وتزيد عدم قدرتها على تمويل التكنولوجيا المطلوبة في البرنامج النووي والباليستي». وقالت إن العقوبات الجديدة «ستكون مؤلمة جداً لكوريا الشمالية، وعلى بيونغ يانغ أن تتقيد بالتزاماتها الدولية وإلا فإن مجلس الأمن سيتخذ إجراءات أقسى». وانتقد السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين الذي يترأس مجلس الأمن للشهر الحالي «لغة التهديد والوعيد المتبادلة» معتبراً أن «على جميع الأطراف التزام الهدوء والعودة الى مفاوضات إطار الدول الست». إلى ذلك، أعلنت منظمة العفو الدولية أنها حصلت على صور جديدة ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية، تُظهر توسيع كوريا الشمالية معسكرات الاعتقال إلى الشمال من العاصمة بيونغيانغ. واعتبرت المنظمة أن الصور أدلة إضافية على توسيع معسكرات الاعتقال والتي تنكر حكومة بيونغيانغ وجودها، وحضت الدول الأعضاء في الأممالمتحدة على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الانتهاكات الواسعة النطاق لحقوق الإنسان، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية، في كوريا الشمالية. وأشارت المنظمة إلى أن مئات الآلاف، بمن فيهم أطفال، يُحتجزون في معسكرات الاعتقال السياسي وغيرها من أماكن الاعتقال في كوريا الشمالية ويخضعون لانتهاكات حقوق الإنسان، مثل الأشغال الشاقة القسرية والتعذيب والمعاملة المهينة أو غير الإنسانية والإعدام بإجراءات موجزة، ويُحرمون من الطعام كشكل من أشكال العقوبات.