تألق الفنان المصري أشرف عبدالباقي في الكوميديا، وتميز في قالب «السيت كوم» في مسلسل «راجل وست ستات» ما دفعه إلى الاستمرار في أجزائه الثمانية. لكن بداياته كانت في المسرح، إذ شارك في أكثر من 80 مسرحية بين عامي 1979 و1984، ذلك أنه فور تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية، اكتشفه المخرج هاني مطاوع في مسرحية «خشب الورد» وقدمه المخرج رأفت الميهي في السينما عبر فيلم «سيداتي آنساتي». ومن أشهر مسرحيات عبدالباقي «لما بابا ينام»، «باللو»، «رد قرضي»، «شبورة»، وهو يعتبر أن تجربته كمقدّم برامج تلفزيونية مهمة، ولا تنفصل عن مسيرته كفنان. التقت «الحياة» أشرف عبدالباقي بعد عودته من مهرجان «الداخلة» السينمائي في المغرب، حيث كان عضواً في لجنة التحكيم، وقال إن «المهرجانات السينمائية العربية ما زالت تحتفظ ببريقها»، لكنه رأى أن «توترات العالم العربي لن تؤثر في صناعة السينما، على الأقل في الدول التي لم تتأثر مباشرة بالثورات». وعن تراجع دور المسرح لفت إلى أن «ظهور وسائل أخرى كالقنوات الفضائية الكثيرة وغيرها من عوامل الترفية الأخرى والتكنولوجيا بكل أشكالها والإنترنت أثر في شكل واضح في المسرح الذي يعاني أزمة حقيقية، ولا يستطيع أحد أن يضع حلولاً للخروج مما نحن فيه الآن لأن الظروف السياسية التي تمر بها البلاد تنعكس على كل شيء». وعن تراجع الإنتاج السينمائي في الظروف الحالية، يقول إن قلة الإنتاج ليست في السينما فحسب، بل أيضاً في التلفزيون، مقارنة بالسنوات الماضية، «إذ ثمة علاقة وطيدة بين تراجع السياحة وأزمة الفنون عموماً، وهي نتاج للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، ما أثّر في صناعة الترفية». وتطرق إلى مسألة الأعمال الفنية التي تتناول «ثورة يناير»، موضحاً أن الأديب المصري نجيب محفوظ لم يكتب شيئاً بعد «ثورة يوليو» مباشرة، بل انتظر ست سنوات قبل الكتابة، «فالكاتب يجب أن يرى نهاية ما يرصده في الواقع، ويحلله ويتمعن في تفاصيله، ثم يسرده في روايته. فالآراء متضاربة، ويجب الانتظار حتى اكتمال الصورة، وعلى من يتبنى وجهة نظر معينة أن يؤجلها». ويقرّ عبدالباقي بأن عمل الفنانين في مجال الإعلانات ليس فناً ولا إبداعاً، لكنه وسيلة للكسب المادي المشروع، «فالفنانون الذين يقدمون إعلانات لا يخضعونها لاختبارات جودة المنتج، مع ذلك يجب الحرص على اختيار مخرج جيد وسيناريو مناسب حتى يكون إعلاناً جيداً ومؤثراً». وعن مخاوف من حصار الإبداع والفن، والتضييق على الفنانين، يقول: «لا رقيب عليّ، ولن أسمح بذلك، والبلد يطلب منا عملاً أكثر وكلاماً أقل، فكل شخص يجب أن يقوم بدوره حتى يتحسن الوضع الاقتصادي. وأنا كفنان لم يتم التضييق عليّ أو منعي من شيء ما دمت أراعي ضميري في اختيار أعمالي، ولا أنتظر من أحد أن يحاسبني على أدواري».