ارتبط اسم خالد جلال بصفة «المتعدد المواهب». فهو مخرج مسرحي، وكاتب سيناريو سينمائي وممثل هاوٍ. انطلاقته الأولى كانت من على مسرح الجامعة مع مجموعة من الشباب، قرر أن يكون سبباً لانطلاقة الكثير منهم، فتعاون معهم في مسرحية «قهوة سادة» التي عرضت أخيراً على خشبة مسرح مركز الإبداع في دار الأوبرا. نجاحه في «8/1 دستة أشرار» فتح له الطريق ل «مقلب حرامية». حاول أن يعيد الى المسرح التجاري رونقه وبريقه، فأخرج الكثير من المسرحيات التي كان آخرها «مرسي عاوز كرسي». وكان للأطفال نصيب من فنه، فأخرج لهم مسرحية «هلاهطة وبراكوته» وما زال في جعبته الكثير. وفي حديث ل «الحياة» يقول جلال: «عندما بدأت في مسرح الجامعة، كان معي وقتها الكثير من أبطال السينما والمسرح الذين أصبحوا نجوماً حالياً، مثل خالد صالح وخالد الصاوي ومحمد هنيدي ومحمد سعد وهاني رمزي وماجد الكدواني وفتحي عبد الوهاب». تخرج جلال في كلية التجارة عام 1989 ثم عمل في مسرح الفرق المستقلة، فكوّن فرقة «لقاء» وشارك من خلالها في المهرجان الحرّ الأول والثاني، ثم عمل مخرجاً في مسرح الجامعة. وعام 1994 تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية، وبعدما حصل على جائزة الدولة للإبداع المسرحي سافر إلى روما لمدة سنتين. وعند عودته إلى مصر أسند إليه وزير الثقافة فاروق حسني إدارة مسرح الشباب وهو في التاسعة والعشرين من عمره. وبذلك «كنت أصغر مدير مسرح في تاريخ الحركة المسرحية في مصر». وعام 2000 حصل على الجائزة الكبرى في الأداء المسرحي التجريبي، وبعد عامين أسندت إليه إدارة مركز الإبداع الفني وإدارة مسرح الغد، ثم إدارة قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية. ويعترف جلال بأنه كان محظوظاً، «لأنني وجدت في بداية طريقي من يقف الى جانبي من كبار المبدعين والمفكرين مثل الدكتور نهاد صليحة ومنحة البطراوي وآمال بكير ونبيل بدران. ما يستوجب عليّ الوقوف الى جانب الشباب، إذ أن الموهوبين الحقيقيين لا يخافوا أبداً من إعطاء الفرصة للآخرين، خصوصاً أن ظهور الأجيال الجديدة سواء في الإخراج أو التمثيل مهم للغاية». ويضيف: «في العام الماضي تخرج من مركز الإبداع كثير من المخرجين حديثي العهد منهم طارق راغب وياسر الطوبجي وعبير علي، وهذا العام تخرج كل من جمال عبد الناصر وبتول عرفة وعلاء الزعاف ومحمد عبد الرحمن الشاذلي». وأشاد بموهبة الممثل سامح حسين الذي يشارك أشرف عبد الباقي في بطولة مسلسل «راجل وست ستات»، واختاره أخيراً عادل إمام في فيلم «ببوس». وأشار الى أن حسين «من أهم طلابه الذين تخرجوا على يده وسيكون له مكان في الصفوف الأولى في الكوميديا». ويبدو أن جلال متفائل بعدد من الشباب الذين «سيسطع نجمهم، منهم نضال الشافعي الذي شارك في مسلسل «تامر وشوقية»، وفي فيلمي «الديللر»، و»إبراهيم الأبيض» مع أحمد السقا. كما أشاد بالممثلة إيمان سيد أحمد التي تقوم بكل الشخصيات الكوميدية الكاريكاتيرية على قناة «موجة كوميدي» حالياً. وأكد جلال أن وزير الثقافة المصري أصرّ على إعادة عرض مسرحية «هبوط اضطراري»، بعد النجاح الكبير الذي حققته «قهوة سادة». وذكّر أن «هبوط اضطراري» لم يحالفها الحظ، إذ عرضت لمدة 18 يوماً فقط، بينما عرضت «قهوة سادة» لأكثر من 150 ليلة. ورغم تراجع المسرح التجاري لجهة العمل فيه وإقبال المشاهدين، بسبب «ارتفاع أسعار التذاكر وارتفاع أسعار الدعايات الترويجية» بحسب جلال، إلا أنه قدّم الكثير من المسرحيات من أهمها «تحب تشوف مأساة». وأوضح جلال أنه كان من الصعب إحضار أبطال جدد في مسرحية «لما بابا ينام» التي توقف عرضها بموت الممثل علاء ولي الدين، ما أدى إلى رفض الفنانين المشاركين في العمل الاستمرار من دونه مثل يسرا وهشام سليم. أما عن مسرحيته الأخيرة التي يقوم بإخراجها «مرسي عاوز كرسي» فهي متوقفة حالياً ويقوم بتجهيز عمل مسرحي جديد من بطولة محمد هنيدي ويسرا والإنتاج لعصام إمام. ويشدّد جلال على ضرورة الاهتمام بمسرح الأطفال. ويرى أنه من الصعب إعادة تجربة مسرحية «هلاطهة وبراكوته» التي لاقت رواجاً ونجاحاً كبيرين عند الأطفال وأهاليهم. والسبب بحسب جلال «أن المنتج عصام إمام خصص لها موازنة جيدة حيث كانت تعرض مرتين في اليوم على مسرح سعته 1500 متفرج، ويكون العدد كاملاً». ويعد بأنه سيعيد التجربة «في حال وجد إنتاجاً جيداً فقط».