أظهر المديرون الماليون في الشرق الأوسط تفاؤلاً على خلفية تبدد الكثير من توقعات عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، ويترقبون أنّ يترجم التفاؤل بتدفق السيولة التشغيلية بفعل زيادة العائدات، وتراجع الضوابط الأكثر صرامة على الاعتمادات، وخفض مستوى التقشّف المستمر في النفقات. وقال المسؤول عن برنامج المديرين الماليين في «ديلويت الشرق الأوسط»، جايمس باب «من غير المفاجئ أنّ يتفاعل المديرون مع التقلبات الاقتصادية العالمية بحذر وتقشف مستمر في الإنفاق، ومن المثير للاهتمام أيضاً أن نرى التحوّل في مستويات الثقة بينهم، منذ عام 2008 إلى هذا الوقت. فقد كان عام 2012 في شكل عام، محدود الآفاق وشابه الكثير من الغموض، إلّا أننا نتوقّع هذا العام أن يزداد منسوب التفاؤل بين المديرين الماليين في الشرق الأوسط مع التحولات التي تطرأ على مستقبل الوضع الاقتصادي العالمي». ووفق تقرير أعدته «ديلويت» يتميز المديرون الماليون في الشرق الأوسط بقوة توقعاتهم المستقبلية. إذ يعبّر 54 في المئة منهم عن تفاؤلهم حول مسار شركاتهم مقارنة مع الوضع قبل ستة أشهر وذلك على رغم عدم الاستقرار السياسي والتشنجات الإقليمية. إلى ذلك، يشير تقرير «ديلويت» بعنوان «مؤشرات المديرين الماليين العالميين للفصل الرابع من عام 2012» إلى أنّ بعضهم يركّز جهوده على المناطق القريبة جغرافياً. ففي الشرق الأوسط، يسعى 30 في المئة منهم عبر عمليات الاستحواذ والدمج، إلى تحقيق أهداف تتماشى مع مسار الشركات في المنطقة. وتشير خلاصات أخرى في التقرير إلى أن الاستقرار في أسعار النفط، وفي حجم استثمار بعض دول المنطقة في المشاريع الكبرى والبنى التحتية يحرك موجة التفاؤل بين المديرين الماليين. كذلك، تقدم «ديلويت» مقاربة مختلطة للتعافي وفقاً للدول التي ينتمي إليها المديرون الماليون الذين عبّروا عن ثلاثة اعتبارات أساسية تلعب دوراً مهماً في توقعاتهم المستقبلية هي النمو، وقدرات المواهب، وانعكاسات السياسات والتشريعات المحلية. ويخطّط 47 في المئة منهم لتحالفات استراتيجية كاتباع سياسة تفادي الأخطار إزاء عمليات الدمج والشراء لتنمية شركاتهم. ووفق «ديلويت»، «في حين يرخي الكثير من العوامل العالمية بثقله على قرارات المديرين الماليين، إلا أن انعكاسات السياسات والتحديات في بلادهم تبقى من الأولويات، وتشكّل انعكاسات السياسة الحكومية المحلية باستمرار مصدر استقرار اقتصادي ومالي أساس لهم». في هذا المجال، اعتبر 88 في المئة من المديرين الماليين في إسبانيا أنّ الضرائب الحكومية الجديدة المفروضة ستؤثّر سلباً في مسار شركاتهم. كما يعتبر 54 في المئة منهم في الهند أنّ التضخم والضغوط الناتجة عنه هي من المكامن الأساسية للقلق الاقتصادي.