يستشرف طلال، وهو أصغر راصد جوي يعمل في المشاعر المقدسة في موسم حج هذا العام، إذ يمد بصره لمعرفة وقياس مدى الرؤية قبل رصدها وقراءتها عبر أجهزة الرصد الإلكتروني، ويراقب تقلبات الطقس حفاظاً على سلامة الحجاج، ويبعث برسائل اطمئنان إلى الكل بعد إلمامه الكامل بمهمات الراصد الجوي. لا يستطيع طلال الجلوس على مكتبه لمدة ساعة كاملة طوال اليوم، إذ يركض باستمرار كل 45 دقيقة خلف أجهزة الرصد الجوي، ومعرفة ما يدور حول الحجاج من ارتفاع لدرجة الحرارة، وامتداد لاتجاه الهواء وسرعته، ونسبة الرطوبة، والأمطار، وغيرها من الأمور الجوية. ورافقت «الحياة» الراصد الجوي الأصغر في المشاعر المقدسة والذي يعمل في الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على صعيد عرفات، إذ دونت لحظة بلحظة أدق تفاصيل الطقس وكيفية الحصول عليه وقراءته وبثه عبر النشرات الجوية التي ترصده طوال أيام موسم الحج. وبحسب حديث الراصد الجوي طلال الحازمي ل «الحياة»، فإن عملية الرصد تبدأ من مكتب الراصد، إذ يبدأ بقراءة جهاز سرعة واتجاه الرياح، والذي يعمل إلكترونياً من خلال تثبيت جهاز الرصد في إحدى جهات المرصد في مشعر عرفات. وقال إن سرعة الرياح يوم أول من أمس وصلت في مشعر عرفات إلى أربعة كيلو مترات في الساعة وكان اتجاه الرياح شرقية وشرقية جنوبية، فيما سجلت أجهزة الرصد الآلي درجات الحرارة، مشيراً إلى أن الدرجة الصغرى كانت 28 درجة، ووصلت درجة الحرارة الكبرى إلى 43 درجة، موضحاً أنه من المفترض أن تكون 42 درجة لكن تأثير الباصات التي تقل الحجاج أدى إلى ارتفاع درجة الحرارة في مشعر عرفات أول من أمس. وأوضح أن أجهزة الرصد الإلكتروني تتم قراءتها في كل ساعة ويتم من خلالها تحديد نسبة الرطوبة، ونقطة الندى، ودرجة الحرارة الصغرى والكبرى، مؤكداً أن درجة الحرارة الصغرى تؤخذ في التاسعة صباحاً، وتسجل أقل درجة وصل إليها في اليوم، ويتم أخذ أعلى درجة حرارة في الثالثة عصراً، ويتم رصدها التاسعة مساءً، مشيراً إلى أن قياس درجات الحرارة يتم من طريق جهاز «الشتر»، إضافة إلى جهاز قياس سرعة واتجاه الرياح من طريق «الاندكتور». وحول قراءة الساعة اليومية، أشار الراصد الجوي إلى أنه يتم تسجيلها من طريق جهاز «السيكرو متر»، ويتم من خلاله أيضاً تسجيل درجات الحرارة الجافة والمبللة، والرطوبة، ونقطة الندى. وفي ما يتعلق بموقع أجهزة الرصد الجوية، أكد أن الأجهزة تكون مثبتة في الجهة الشمالية للمرصد الجوي، إضافة إلى ضرورة أن تكون على قاعدة مميزة ومرتفعة بعض الشيء. وحول تغيير مواعيد نشرات الطقس، أضاف أنه في حال تدهور الطقس فإنه يتم تغيير قراءات النشرة الجوية بسبب وجود متغيرات حدثت سواء كانت أمطاراً أم ثلوجاً أم رياحاً وغيرها من الأمور الجوية الأخرى التي قد تطرأ على أحوال الطقس والتي تسمى ب «التدهور». وتحدث عن مواقع أجهزة الرصد الجوي، موضحاً أنه يتم تثبيتها في الجهة الشمالية للمرصد، إضافة إلى اختيار قاعدة صلبة ومميزة ومرتفعة لوضع الأجهزة.