أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تحدياً ذا أولوية في الوقت الراهن وأن المحادثات مع طهران لن تستمر من دون نهاية، وقال: «نحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورةً، مشيراً إلى أن نووي إيران يشكل تهديداً يمتد في أنحاء المنطقة والعالم»، فيما أشار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إلى «أن استمرار التفاوض على النووي الإيراني بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي». وأوضح كيري خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مقر الوزارة في الرياض أمس، أن المحادثات مع إيران لمجرد الحديث والتباحث لن تستمر من دون نهاية، ونحن لن نقبل التأخير، لأن المسألة تزداد خطورةً، خصوصاً أن الوقت له حدود، وأتفق معه الأمير سعود الفيصل، وقال: «الفلاسفة هم وحدهم من يستمرون بالحديث من دون توقف حول موضوع لا نهائي». وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن «علينا التباحث بجدية وبعقلانية وأن نضع التزامات واضحة أمام الجميع، هذا هو معنى التفاوض، فالتفاوض ليس أن نأتي بأحد تتفاوض معه ليخادعنا ويتلاعب بنا، بل هذا أسلوب خاطئ في التفاوض، ويجب أن تكون المفاوضات جادة لأقصى حد ممكن، وأن تكون فيها إبداء للنوايا والدوافع من أجل حل المسألة». وأضاف: «هذه العوامل ليست موجودة مع الإيرانيين، ولم يثبتوا لأي طرف جديتهم في هذه المفاوضات، فقد واصلو التفاوض لمجرد التوصل إلى مزيد من المفاوضات في المستقبل، وهناك تفاهم مشترك حول قضايا يتفقون عليها، لأنها تحتاج إلى مزيد من التفاوض ولكن ليس هناك شيء حاسم». ولفت وزير الخارجية السعودي إلى أن «استمرار التفاوض بهذه الطريقة سيضعنا مع الوقت أمام سلاح نووي، ولكن لا نسمح بأن يكون هناك سلاح نووي، وعلى إيران أن تبدي الدافع والتفهم الواضح بأن التفاوض سيكون محدوداً من الناحية الزمنية، وأن يفوا بكل الشروط التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية واتفاق حظر انتشار التسلح النووي». عدم تطوير دول المنطقة قدرتها النووية ذكر وزير الخارجية الأميركي في أول زيارة له للمملكة بعد تعيينه، أن هناك خمسة أسباب وراء عدم تطوير دول المنطقة قدرتها النووية، تتمثل في أن إيران لن تحصل على السلاح النووي، وبالتالي فما من داعٍ لتطوير ذلك الأمن النووي هنا في المنطقة، كما من الصعب أن نتخيل الظروف التي تتيح لدولة استخدم هذا السلاح من دون تهديد أمن العالم كله، وهناك خطر انتشار التسلح النووي، وهو السبب الذي يدفعنا إلى الضغط على طهران، لأننا نتحرك نحو عالم فيه أقل قدر ممكن من السلاح النووي، وليس أكثر ولا نضيف على ما هو متوافر. وأضاف: «التخصيب يجب ألا يكون من أجل تصنيع السلاح، لأننا عندما نحصل على مواد مخصبة قد تقع تحت يد الإرهابيين، والتهديد ليس فقط القنبلة النووية بل لوجود وتوافر القنبلة أيضاً بين يد الإرهابيين، وهذا يؤدي إلى تقويض الاستقرار في المنطقة». وقال كيري: «إن تم هذا بمختلف الدول أعتقد بأن هذا سيقلل السلم والأمان وسيقلل فرص العمل وتوجيه الاستثمارات بدلاً من الاستثمار في الاقتصاد إلى الاستثمار في مكان نجلس فيه ونفكر كيف لنا أن نتخلص من هذا السلاح». وتابع : «عندما نتعلم كيف نتعامل مع خلافاتنا بشكل مغاير ولا يمكن أن يكون الشرق الأوسط أكثر سلماً أو العالم أكثر سلماً عندما تكون دولة مصدرة للإرهاب وتتدخل بالشؤون الخارجية لدول أخرى وتكسر أو تتجاوز اتفاقاتها مع الدول الأخرى ولا تفي بشروط الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتسير بالمنحى الذي تسير به الآن، نحن نتحدث عن إيران التي يجب أن تراعي شروط الوكالة الدولية والاتفاق الدولي لحظر انتشار التسلح النووي وإن تحركت أي دولة باتجاه التسلح، فهذا سيقلل من قدرتنا على تحقيق النتائج المرجوة بسلام وأمن أعلى في هذه المنطقة، وأعتقد بأن هذا مهم، وهذه هي الأسباب القوية التي تدفعنا لدفع إيران للوفاء بشروط بقية المجتمع الدولي». وأكد كيري أنه لا يمكن أن نمنع أو نقف في وجه الحصول على برنامج نووي سلمي، «فنحن لسنا من وضع المواصفات لا الولاياتالمتحدة ولا السعودية، بل هو المجتمع الدولي، وهذا ما نطالب به.. هو احترام المعايير الدولية». توفير المساعدات والإغاثة للسوريين وفي سؤال حول اتفاق الولاياتالمتحدة الأميركية الأسبوع الماضي في اجتماع روما بشأن توفير الغذاء والدواء ومساعدة السوريين، قال الفيصل: «هناك توفير للمساعدات والإغاثة للسوريين، ونحن في السعودية نبذل قصارى جهدنا وفق قدراتنا لنقدم هذه المساعدات». وأضاف: «ما يحدث في سورية يعد قتلاً لأناسٍ أبرياء، ولا يسعنا أن نبقى صامتين أمام هذه المجزرة، ولدينا واجب أخلاقي أن نحمي هذا الشعب، لم أسمع أو أرى في التاريخ وحتى في أصعب الحالات أن يقوم نظام باستخدام أسلحة استراتيجية وصواريخ لضرب شعبة من الأطفال والنساء وكبار السن ويضرب مدناً مختلفة، ونحن نتحدث أمام هذا كله عن توفير الغذاء، ونتجادل في ذلك». وزاد: «فقدوا الكثير ونحن لدينا صلاحيات أن نتصرف أكثر، لقد فقد بشار الأسد كل سلطته في ذلك البلد، ولا يمكن لأي شخص أن يتصرف بهذه الطريقة ويبقى لديه الحق في أن يكون قائداً لتلك الدولة». العناصر السيئة لديها قدرات في الحصول على السلاح وأضاف كيري: «لا توجد ضمانات لعدم وصول الأسلحة للأيدي الخطأ، ولكننا يمكن أن نؤكد أن هناك قدرة واضحة حالياً على أن نضمن أن تصل الأسلحة بيد المعتدلين من المعارضة وبالتالي يزيدون من الضغط نتيجة لذلك على النظام». وذكر وزير الخارجية الأميركي أنه «يمكن أن يكون هناك سلاح أو آخر ينهى الصراع، لكن يبدو أن العناصر السيئة لديها قدرات في الحصول على السلاح من إيران ومن حزب الله ومن روسيا، للأسف هذا ما يحدث، لكن أعتقد بأن حديث الأمير الفيصل حول وضع هذا التحدي الكبير، وأن الأسد يدمر شعبه وبلده، وأن السلطة لم تعد ملكاً له، لأن الشعب أوضح له أنه فقد شرعيته». وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في البيان الصحافي شجب قيام أطراف خارجية بتزويد النظام السوري بالأسلحة التي يستخدمها في قتل شعبه، والمملكة من جانبها شددت على أهمية تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير للنظام.