تشكل شفرة حادة صغيرة الحجم سنوياً أكبر ناد ل «الصلع» في العالم، إذ تتطاير 264 بليون شعرة، من فوق رؤوس الأشهاد، فيما «يكمل» المقص ل «المقصرين» شعيرتهم. اختلفت ثقافة قصات الشعر في أرجاء المعمورة، وفرضت تعاليم الدين أمرين، أحدهما أن يفقد الحاج شعره بالكامل، أو يفقد جزءاً منه من دون اهتمام بقصة الشعر التي اعتاد عليها في بلده الأم، فالكل انقاد أمس بطواعية إلى أكبر تجمع ل «الحلاقين» في العالم، فالزمان والمكان يفرضان ذلك، مهما اختلفت الأجناس، وقبلها الأذواق. الملايين يتركون في هذا الموضع رؤوسهم تحت رحمة أيدي «الحلاقين»، منهم من اختار الانضمام إلى نادي الصلع لأنه درجة الامتياز في «النسك»، والبعض الآخر فضل أن يبقي شعر رأسه حامياً له من لهيب الشمس، رغم تفضيل الحلق على التقصير في شعيرة الحج. «الشفرة الحادة» تستقبل سنوياً في يوم الحج الأكبر الحجاج في مشعر منى منذ ساعات الصباح الأولى، قبل أن تمنحه «الضوء الأخضر» للتحلل من لون لباسه «الأبيض». ووفق التشريع الإسلامي في الحج، فإن يوم النحر هو اليوم الأخير في حياة شعر رأس الحاج. ويعود تاريخ «شفرة الحلاقة» أو ما تعرف محلياً ب «الموس» إلى عام 1740، وتعتبر في ذلك الزمن أول ماكينة حلاقة مباشرة حديثة، إذ كانت بمقابض مزخرفة وشفرات مجوّفة طرحت في إنكلترا من بنيامين هنتسمان.