بشفرة حلاقة واحدة أو ما تعرف في أوساط الحجيج ب "الموس" ، وبمبدأ "احلق لي وأحلق لك"؛ دارت الشفرة الواحدة على رؤوس عشرات الحجيج أمس على طرقات منى، والذين تخلوا عن كافة الاحتياطات الصحية مع فرحة التحلل، متخذين من أرصفة منى كراسي حلاقة مؤقتة، فيما تعاونوا فيما بينهم بمختلف جنسياتهم ولغاتهم لكي ينجزوا النسك الثاني بعد رمي جمرة العقبة للتحلل الأصغر والتخلص من ملابس الإحرام. صورة متعددة رصدتها "الوطن" يوم أمس في الطرقات المؤدية إلى الجمرات تحمل في طياتها معاني كثيرة، وتشير إلى أن الهدف وإن كان واحدا فلا بد من التكاتف، فالموقف يفرض التنازل عن كثير من الاعتبارات. حاج أفريقي يدعى "أدم" يحلق لآخر عربي لا يعرفه، وهدفهما واحد هو إكمال نسكهما في يوم النحر، والتقيا بعد رمي جمرة العقبة الكبرى ووقفا معا لنحو 10 دقائق ليحلق كل منهما رأس صاحبه، قبل أن يغادرا الموقع وهم يدركان أنهما لن يلتقيا أبدا إلا إذا شاء الله. الحلق والتقصير؛ نسك من أعمال يوم النحر التي يحرص الحجيج على الإسراع بأدائها لما يترتب عليها من تحلل ونزع لملابس الإحرام.. هذا النسك جمع شرائح مختلفة من الحجاج الذين وضعوا رؤوسهم تحت حد "الموس" وبحثوا عمن يحلق لهم رؤوسهم في ظل الزحام الشديد على محلات الحلاقة بمنطقة منى، فوجدوا ضالتهم في حجاج مثلهم كانوا يبحثون عمن يحلق لهم أيضا. الحاج "شريف أحمد" من باكستان، أكد أنه استعد لهذا الموقف منذ أن ارتدى ملابس الإحرام، وحمل شفرة الحلاقة ليقينه أنه سيجد من يحلق له من الحجاج، وقال "بهذه الشفرة حلق رأسي أحد الحجاج ثم حلقت له رأسه وسأعطيها لحجاج آخرين ينتظرون من يزيل عنهم شعر الرأس بأي طريقة كانت" مشيرا إلى أن الشفرة وإن كانت تكل من كثرة الاستخدام، إلا أنها تؤدي الغرض لنحو 5 حجاج لا يتحرجون في استخدامها.