شهدت مدينة صيدا أمس تحركين منفصلين، الاول مسيرة في الذكرى ال 38 لاغتيال الزعيم معروف سعد حملت عنوان «حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية»، والثاني اعتصام دعا اليه امام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الاسير عند دوار الكرامة، لكن الاجراءات الامنية حالت دون وصوله مع مناصريه الى الدوار فاعتصموا في ساحة النجمة لبعض الوقت. وكانت قوة من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي استبقت اعتصام الاسير عصراً، وقطعت الطرق الرئيسية والفرعية كافة من والى بلدة عبرا شرق مدينة صيدا، وقامت بتحويل السير الى البوليفار الغربي للمدينة الذي يربط الجنوب بالعاصمة بيروت، تحسباً لاي طارئ. وفي محاولة منه للالتفاف على الاجراءات الامنية، اتى الاسير بسيارته الى مسجد البزري في الحي الوسطاني، حيث كان انصاره يتجمعون بدعوة منه، ثم انطلقوا سيراً على الاقدام محاولين التوجه الى دوار الكرامة، غير أن القوى الامنية والعسكرية المنتشرة في المكان طوقتهم، فسلك المعتصمون طريقاً خلفية في اتجاه وسط المدينة، حيث نفذوا اعتصاماً لبعض الوقت في ساحة النجمة القى خلاله الاسير خطاباً هاجم فيه الاجراءات الامنية والعسكرية، واعتبر ان الحكومة «تنفذ السياسات الايرانية، وحزب الله مهيمن عليها». وأعلن أنه سيدعو بعد صلاة المغرب (أمس) الى اجتماع لمجلس الشورى للبحث في الخطوات اللاحقة، مؤكداً تمسكه بسلة المطالب التي لم يفصح عنها. وعلى خلاف ما تردد، لم يقطع الأسير وانصاره الطريق في ساحة النجمة التي كانت مقطوعة اصلاً بسبب الاجراءات الامنية. ثم عاد الاسير وانصاره الى مسجد البزري، ومنه بالسيارات الى عبرا. أما المسيرة في ذكرى سعد، فانطلقت صباحاً من قرب النصب التذكاري في البوابة الفوقا مروراً بساحة النجمة، حيث أدى فوج الانقاذ الشعبي عرضاً تضمن قفزاً بالحبال من مبانٍ وصولاً إلى شارع المطران الشاكرية. وشارك في المسيرة ممثل رئيس المجلس النيابي نبيه بري النائب عبدالمجيد صالح، السفير الفلسطيني أشرف دبور، ممثل رئيس «الحزب التقدمي الإشتراكي» النائب علاء ترو، ممثل «حزب الله» محمود قماطي وفاعليات ومسؤولون في أحزاب. وألقى الأمين العام ل «التنظيم الشعبي الناصري» أسامة سعد كلمة أكد فيها ان «صيدا ستسقط مؤامرة الفتنة المذهبية»، داعياً الى «قانون انتخابي خارج القيد الطائفي». وقال: «على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي لا فرق بين حكومة ميقاتي وحكومات الحريري والسنيورة». ووجه «ألف تحية لهذه الحركة النقابية المستقلة المناضلة». ورأى ان «التحريض المذهبي المتصاعد، والتحركات الاستفزازية، والمربعات الأمنية، وانفلات السلاح والمسلحين، أدت إلى هز الأمن والاستقرار وإلحاق أفدح الأضرار بحياة الناس ومصالحهم، وباتت تهدد السلم الأهلي»، مستنكراً «سكوت الدولة وأجهزتها القضائية والأمنية عن تلك الممارسات، بل مشاركة مرجعيات سياسية رسمية وأجهزة أمنية في توفير الرعاية والحماية للقائمين بها». وأضاف: «المجموعات الظلامية التكفيرية تستخدم الشحن المذهبي من أجل تفجير فتنة مذهبية بين السنة والشيعة، الأمر الذي يؤدي إلى ضرب الأمن والاستقرار فضلاً عن إراحة العدو الصهيوني. ولا يخفى أن تلك المجموعات تحظى بالرعاية السياسية من القوى المعادية لخيار المقاومة، وبالدعم والتمويل من الأنظمة الرجعية الخاضعة لأوامر الولاياتالمتحدة»، معتبراً أن «خطاب التحريض والتوتير والتصعيد الذي أطل علينا بنموذج منه بالأمس من استفاق متأخراً جداً على ذكرى تحرير صيدا، يؤدي إلى توتير الأجواء، وضرب الاستقرار، والنفخ بنار الفتنة»، مؤكداً أن «صيدا ستتغلب على كل الظواهر المرضية الظرفية الشاذة».