اشترت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق 575 ألف طن من القمح، من المقرر أن تصل خلال الفترة من حزيران (يونيو) إلى آب (أغسطس) المقبلين. وأوضح المدير العام للمؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، في تصريح أمس، أن المؤسسة «أنهت إجراءات ترسية الدفعة الأولى من القمح المستورد للعام الحالي بكمية 575 ألف طن، تشمل 465 ألف طن قمح صلب (بنسبة 12.5 في المئة بروتين كحد أدنى) و110 آلاف طن قمح طري، وسيكون وصولها خلال الفترة من يونيو حتى أغسطس 2013». وقال الخريجي إن الشحنات ستصل على متن 10 بواخر إلى ميناءي جدةوالدمام، بواقع خمس بواخر بكمية 295 ألف طن عبر ميناء جدة الإسلامي، وخمس بواخر بكمية 280 ألف طن عبر ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام. وأضاف أن «المؤسسة تعاقدت خلال هذه المناقصة على استيراد القمح الطري للمرة الأولى، الذي يدخل الدقيق المنتج منه في صناعة الكيك والبسكويت وبعض أنواع الحلويات والمعجنات، ويأتي ذلك في ظل الطلبات الكبيرة التي ترد للمؤسسة بخصوص هذه النوعية». وأشار إلى أنه تم التعاقد على 465 ألف طن من القمح الصلب بحد أدنى 12.5 في المئة بروتين، لدعم مخزونات المؤسسة من القمح، والمحافظة على الاحتياط الاستراتيجي الذي يكفي ستة أشهر. وأكد أن المؤسسة تمكنت من الحصول على نوعية ذات جودة عالية ومن أفضل المناشئ وبأسعار منافسة، لافتاً إلى أن موسم تسلّم القمح المحلي سيبدأ الشهر المقبل، وأن المؤسسة تتوقع تسلّم 700 ألف طن. ولم يحدد الخريجي سعر الشراء. وأصبحت السعودية من أكبر مستوردي القمح منذ تخلت عن خطط تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في عام 2008، بسبب استهلاك الزراعة في الأراضي الصحراوية كميات هائلة من موارد المياه الثمينة. يذكر أن مجلس الوزراء قرر في عام 2008 خفض دعم القمح المنتج محلياً بنسبة 12.5 في المئة سنوياً، ما يعني إلغاء هذا الدعم بحلول عام 2016، لأن القمح يستنزف المياه، وهو ما أدى إلى هرب الكثير من المزارعين من هذا المجال، والاتجاه إلى زراعة الأعلاف التي تستهلك - بحسب رأي مزارعين - نحو ثمانية أضعاف ما تستهلكه زراعة القمح من المياه. وكان تقرير لمرصد السلع الغذائية التابع للغرفة التجارية والصناعية بالرياض، صدر أخيراً، رصد تصاعد أسعار القمح في البورصات العالمية، وبلغ سعر الطن 348 دولاراً للطن في بورصة شيكاغو لمنتصف تموز (يوليو) 2012، ثم بدأت في التناقص بمعدل شهري 3.3 في المئة، ليبلغ سعر الطن في نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2012 نحو 286 دولاراً للطن. ووفق تقرير صدر أخيراً لمرصد السلع الغذائية التابع للغرفة التجارية والصناعية بالرياض، فإن الإنتاج المحلي من القمح انخفض بنسبة 47.9 في المئة بين الفترتين 2006 - 2008 و2009 - 2010، في وقت بلغ فيه معدل استهلاك الفرد من القمح في السعودية نحو 241 غراماً يومياً، أي نحو 88 كيلوغراماً في العام.