توحدت في عينيه ألوان الحجاج قبل ملابسهم البيضاء، وتجسدت بيديه مبادرة السلام، المتمثلة في قطرات «الحياة» المنطلقة من أطهر بقاع الدنيا. هكذا كانت القصة القصيرة لإحدى مبادرات رجال الأمن لضيوف الرحمن يوم أمس في مشعر عرفات، مبادرة تجاهلت الفوارق السياسية والطائفية والعرقية بين جميع من هم أمامه، ظل صامتاً ومتشبثاً ب قارورة ماء في فمه كإشارة إلى خطط الطوارئ البديلة، وممسكاً بأخرى بين يديه يبث من خلالها قطرات الحياة للحجيج تحت لهيب الشمس الحارقة. الجندي أول خليل عبدالله تجاهل عطشه ليروي ظمأ غيره، وما بين موقفه الإنساني وانتشار صورته التي التقطتها الزميلة صحيفة سبق الإلكترونية أمس، سوى ساعات كانت نهاية عقاربها تشير إلى استدعاء رسمي من أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله ليتم تكريمه، ليس لأنه الوحيد بين أقرانه، ولكنه نموذج جديد ل 70 ألفاً من رجال الأمن المتسابقين لتقديم مبادرات تليق بضيوف الرحمن في أعظم الأوطان. أمير منطقة مكة الأمير مشعل بن عبدالله أكد أن ذلك العمل الإنساني ليس بمستغرب على رجال الأمن الأوفياء من أبناء هذه البلاد المباركة الذين جندوا أنفسهم لخدمة الحجيج وبذل قصارى جهدهم لراحتهم وأمنهم.