فتاة لم تتجاوز العقد الثالث من عمرها، تلحظ بمجرد دخولك للحملة التي تعمل بها لخدمة حجاج الخارج، قدرتها على تحريك مجموعة كبيرة من الفتيات والسيدات داخل الخيام الخاصة بحملتها، وتوزيع المهمات بينهن لتقديم الخدمات الغذائية والإشرافية المميزة خوفاً من شكوى حاج. وذكرت مشرفة الإعاشة منيرة حسن ل «الحياة» أن فريق عملها تعمل به ثماني فتيات سعوديات، وعدد من الوافدات تم تسجيلهن جميعاً في أنظمة التأمينات الاجتماعية في شكل رسمي، تجمعهن شركة واحدة، وبدأ عملهن في المشاعر من قرابة عقد من الزمن، قبل إصدار أنظمة العمل الجديدة التي تجيز للمرأة العمل في عدد من المجالات التجارية المتنوعة. وبينت أنهن كن يعملن بداية في العمل الخيري داخل المشاعر المقدسة، من خلال تجهيز الهدايا الخاصة ليتم توزيعها على الحجاج مجاناً من دون مقابل، وهذا الأمر بحسب وصفها أكسبهن الخبرة، وتطور الأمر معهن أخيراً ليصبح مصدر رزق بعد تكوين فريق عملها. وأضافت : «يستمر عملها اليومي داخل المشاعر المقدسة هي وفريق عملها قرابة 15 يوماً لخدمة حجاج، تتكون غالبيتهم من الدبلوماسيين والسفراء وعدد من الأسماء البارزة في أوطانهم، والذي يتطلب العمل معهم كما تقول للحذر والعمل باحترافية، في ظل زيادة عددهم وطلباتهم المتزايدة من وقت لآخر». وأكدت مشرفة الإعاشة أن عملها داخل مخيم مكون من عدد من الدول الأفريقية يتكون معظم حجاجه من الدبلوماسيين والسفراء يحتم عليهن بذل المزيد من الجهد لتقديم خدمة مميزة وفندقية على كامل المخيم، مشيرة إلى أنها تعمل منذ ثمانية أعوام في خدمة الحجيج قبل صدور نظام وزارة العمل الذي يقضي بالسماح للمرأة بالعمل. وتقول إنها تجد من خلال هذا العمل متعتها كونها لم تتجه له صدفة، لكنها كانت تفكر هي وفريق عملها مبكراً بتكوين شركة تغذية ونظافة وخدمة متكاملة، وحققت ذلك رغم عملها لمدة 12 ساعة يومياً هي وفريق عملها في ظل توفير الحملة التي تعمل بها لهن كافة الخدمات من سكن وإعاشة ومواصلات. وتتقاضى منيرة في نصف الشهر الذي تعمل به مشرفة على تغذية المخيم في المشاعر المقدسة مبلغ 2500 ريال، إضافة إلى المكافأة، بعد نهاية فترة العمل، أما العاملات في فريق عملها، فتتقاضى الواحدة منهن مبلغ 1500 ريال من غير مكافأة الخدمة.