استغرب شهود كانوا في عداد المصلين في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت، ما تناقله وسائل إعلام من أن أربعة مسلحين دخلوا إلى قاعة الصلاة عندما كان المدير العام للأوقاف في دار الفتوى الشيخ هشام خليفة يؤم المصلين، وبادروا إلى إنزاله عن المنبر أثناء إلقائه خطبة الجمعة. وأكد الشهود ل «الحياة»، أن كل ما أشيع في هذا السياق غير صحيح، وقالوا إن الشيخ خليفة أمَّ المصلين الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف مصلٍّ توزعوا بين القاعة وخارجها، لكن مجموعة من المصلين أبلغوه، وقبل أن يهم بإلقاء خطبته، رفضَهم تضمينها مواقف سياسية، على خلفية أنه اعتاد توجيه انتقادات إلى تيار «المستقبل». وكشف هؤلاء أن دعاة الخير تدخلوا وأقنعوا الشيخ خليفة بعدم التطرق في خطبته الى الشؤون السياسية، وأكدوا أنه استجاب لرغبتهم وحصر خطبته في الحديث عن الظلم بفرض قانون للزواج المدني وبمنع ناس من حمل السلاح والسماح للآخرين بحمله وبتجاهل مطالب الموظفين والاستجابة لحقوقهم، إضافة الى ضرورة الحفاظ على الوحدة الوطنية، وإنما في العموميات من دون الدخول في التفاصيل. وتساءل الشهود: كيف يتمكن المسلحون من الفرار ومعهم من حاول إنزال الشيخ خليفة من على المنبر في ظل الانتشار الأمني غير المسبوق للجيش وقوى الأمن الداخلي، خصوصاً أنه لم يحصل مثل هذا الانتشار في السابق، وتحديداً أثناء الصلاة لمناسبة عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك؟. ولفت هؤلاء أيضاً إلى أن المصلين الذين حضروا الى المسجد لتأدية الصلاة فوجئوا بحجم الانتشار الأمني، لا سيما أنه فاق الانتشار التقليدي لهذه القوى في محيط المساجد أثناء تأدية صلاة الجمعة، إضافة إلى أنهم فوجئوا بوصول الشيخ خليفة إلى باحة المسجد برفقة مجموعة من الشبان تجاوز عددهم العشرين بينما تقتضي العادة أن يَحْضُر الشيخُ المكلف من دار الفتوى بإمامة المصلين برفقة عدد من عناصر جهاز أمن الدولة المولجين حمايته. وأكدوا أن قيادات في «المستقبل» تدخلت لقطع الطريق على حصول أي احتكاك، وقالوا إنهم نجحوا في تفويت الفرصة على من يراهن على إحداث مشكلة في داخل المسجد، خصوصاً بعدما لاحظوا أن هناك من كان يخطط لحصولها. كما أكدوا أن العناصر المولجة حراسة المسجد تتولى منع أي مصلٍ يحمل السلاح من الدخول إليه. الى ذلك، سألت مصادر في «المستقبل» عن الجهة التي تخطط لافتعال المشكلة في داخل المسجد مع وجود وزير خارجية الأردن ناصر جودة بين المصلين، وعن المصلحة في الترويج ل «سيناريو» يراد منه إحداث فتنة، فيما كانت الأنظار متجهة إلى صيدا لمتابعة ما كان يمكن أن يترتب على دعوة إمام مسجد بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير، إلى التظاهر احتجاجاً على وجود مكاتب عسكرية ل «حزب الله» في عبرا. ونفت قيادة الجيش في اتصال مع الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) دخول أي شخص مسلح إلى مسجد محمد الأمين. وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق «أن 4 مسلحين دخلوا المسجد حيث كان الشيخ خليفة يلقي خطبة الجمعة وحصلت مشادة كلامية بين المسلحين وخليفة، ثم ما لبث أن انسحب المسلحون من المسجد وأكمل الشيخ خليفة خطبته».