اعتبر الملحق الثقافي السعودي في الولاياتالمتحدة الأميركية الدكتور محمد العيسى، أن قرار تمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، الذي انطلق عام 2005 لمرحلة ثالثة تنتهي في عام 2020، يمثل رداً على من يشكك في نجاح برنامج الابتعاث، وتميّز المبتعثين السعوديين. وعن زعم بعض معارضي برنامج الابتعاث وجود نسبة كبيرة من تعثر المبتعثين في الدراسة وعودتهم إلى بلادهم، كشف العيسى عن رقم ضئيل لحجم التعثر، يظهر أن نسبة المبتعثين الذين تعثرت دراستهم في أميركا وعادوا للسعودية العام الماضي هي 1 في الألف فقط، من العدد الإجمالي للمبتعثين والمبتعثات السعوديين في أميركا. وقال العيسى في حديث إلى «الحياة»: «ليس صحيحاً أن نسبة المتعثرين من المبتعثين كبيرة، وبالأرقام أؤكد للجميع، بأن عدد المبتعثين الذين تعثروا وعادوا إلى بلادهم في العام 2012 لم تتجاوز 100 طالب من بين أكثر من 92 ألف طالب وطالبة يدرسون في مختلف الجامعات الأميركية، وأسباب عودة هؤلاء المتعثرين إلى السعودية لم تكن بالضرورة بسبب الفشل دراسياً، بل لظروف صحية أحياناً، أو لظروف عدم التأقلم، أو لظروف كثيرة أخرى طارئة، وحينما يكون لديك نحو 92 ألف طالب وطالبة ويعود منهم 100 طالب لأسباب ليست في مجملها أسباباً دراسية، فهذا رقم لا يذكر». لافتاً إلى أن المبتعثين والمبتعثات هم قيادات المستقبل الذين يعول عليهم وطنهم. وعن مستقبل الدراسة أمام المبتعثين والمبتعثات السعوديين في الجامعات الأميركية بعد قرار تمديد برنامج الابتعاث حتى العام 2020، وهل يمكن للجامعات الأميركية استيعاب عدد مضاعف من المبتعثين السعوديين حتى العام 2020، ذكر العيسى أن الجامعات الأميركية قادرة على استيعاب أية زيادة ممكنة لأعداد السعوديين الدارسين فيها. وقال: «أميركا قارة، و70 في المئة من المبتعثين السعوديين حول العالم موجودون في جامعاتها، وفيها أكثر من 4 آلاف جامعة، فالطلاب الصينيون عددهم يتجاوز 300 ألف طالب، وعدد الطلاب الهنود نحو 180 ألف طالب، ومهما كانت أعداد الطلاب فإن الجامعات الأميركية قادرة على الاستيعاب، مع حرصنا على التحاق أبنائنا بجامعات مميزة، لها وزنها وثقلها». وحول الجديد في ملف توصية الملحقية الثقافية بزيادة المخصصات المالية للمبتعثين في أميركا، قال العيسى: «القيادة لن تبخل أبداً، وقرار التمديد دليل على أن القيادة تتلمس حاجة المواطن، وأنا متأكد من أننا سنسمع أخباراً طيبة حول هذا الملف قريباً». وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حسم التوقعات حول حقيقة تمديد أو إلغاء برنامج الابتعاث الخارجي الشهر الماضي، وذلك بإصداره أمراً ملكياً يقضي بتمديد البرنامج فترة ثالثة تبدأ من نهاية العام المالي 1435ه-1436ه مدة خمسة أعوام، ليكون هذا التمديد الثالث بعد أن صدر أمر ملكي بتمديد البرنامج لمرحلة ثانية بدءاً من نهاية العام المالي 1431ه-1432ه بعد مقاربة المرحلة الأولى على الانتهاء، وهي المرحلة التي شكلت بداية إطلاق البرنامج بأمر ملكي في العام المالي 1426ه. وكان عدد المبتعثين السعوديين الموجودين في 26 دولة بلغ - بحسب إحصاءات وزارة التعليم العالي الرسمية في نيسان (أبريل) 2012 - أكثر من 143 ألف طالب وطالبة، أضيف إليهم قرابة 8 آلاف مبتعث جديد في المرحلة الثامنة من البرنامج، ليكون عدد المبتعثين التقريبي 151 ألفاً، 30 في المئة منهم إناث. ويدرس أكثر من 90 ألف مبتعث ومبتعثة في الولاياتالمتحدة الأميركية، بينما يقترب عدد الدارسين في كندا من 18 ألف طالب وطالبة، ويتساوى هذا العدد مع عدد الدارسين في المملكة المتحدة أيضاً، لتشكل نسبة المبتعثين الدارسين في دول أميركا وكندا والمملكة المتحدة 66 في المئة من إجمالي المبتعثين، بينما تتوزع النسب المتبقية على 23 دولة في مختلف أنحاء العالم.