يُسلط الكتاب الجديد الذي أصدرته دار جداول للنشر والترجمة في بيروت، وعنوانه «السادس من نوفمبر.. المرأة وقيادة السيارة في السعودية» من تأليف الدكتورة عائشة المانع والدكتورة حصة آل الشيخ، الضوءَ على تجربة «السادس من نوفمبر» حينما أقدمت 47 سيدة سعودية على قيادة السيارة في شوارع مدينة الرياض في عام 1990. ويُعد هذا الكتاب أولَ كتاب يتناول بالمعلومة والتحليل والوثيقة تلك التجربة ويوثق أحداثها. ويكتسب الكتابُ أهميته بأن مؤلفتيْه كانتا من المشارِكات الفاعلات في تلك المسيرة، فجاء الكتاب ليوثق تفاصيل مهمة في تلك التجربة، قبل المسيرة وأثناءها وما تلاها من تداعيات وأحداث وصخب إعلامي، وهي تفاصيل ظلت غائبة عن التناول لأكثر من 20 عاماً. وعَمَدت المؤلفتان إلى دعم الكتاب بوثائق ذات أهمية، منشورات ومقالات صحافية، تناولت التجربة في حينها، سلباً أو إيجاباً، الأمر الذي يجعل من الكتاب وثيقة تاريخية لا غنى عنها في كتابة تاريخ المرأة السعودية وقصتها الطويلة مع مطالبتها بحقوقها. وسيجد القارئ كشفاً لمقالات وأسماء لعناوين محاضرات وخُطب جمعة تناولت الحدث وشنّعت على المشاركات، وقف خلفها عدد ممن كانوا يُسمون حينذاك برموز الصحوة الإسلامية من أمثال سلمان العودة وعادل الكلباني وعبدالوهاب الطريري وعبدالرحمن العشماوي وسفر الحوالي وناصر العُمر وغيرهم. وسيطلع الجيل الحالي على المقالة الجريئة التي كتبها داود الشريان رئيس تحرير المسلمون حينذاك، (12 صفحة) رداً على سلمان العودة الذي لم يرَ بأساً من توزيع المنشورات، حتى وإن احتوت على معلومة خاطئة واحدة أو اثنتين، كما تضمن الكتاب المقالات التي ردّت على الشريان مدافعة عن سلمان العودة من أمثال أحمد عثمان التويجري وعبدالعزيز الجربوع، وسليمان الضحيان الذي ختم مقالته بقوله إنه أطلَع شيخه سلمان على المقالة فأقر الشيخ المقالَة وأجازها! اللغط الذي دار في ردهات جامعة الملك سعود، والدور الذي قام به محمد المسعري في تهديد بعض المشاركات، وكذلك اللغط والجدل الذي دار في ردهات جامعة الإمام تم توثيقها في صفحات الكتاب.