تواصلت اللقاءات والاجتماعات والمداولات سعياً وراء إيجاد مشروع توافقي لقانون الانتخاب بديلاً لمشروع اللقاء الأرثوذكسي، وشملت إضافة إلى اللقاءات التي يجريها مستشار الرئيس ميشال سليمان، الوزير السابق خليل الهراوي ووزير الاقتصاد نقولا نحاس مع الفرقاء والتي شملت أول من أمس تيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، لقاء جرى ليل الأحد - الإثنين مع رئيس كتلة «المستقبل» رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ثم لقاء السنيورة يرافقه النائب أحمد فتفت ومستشار الرئيس سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح، مع رئيس حزب «الكتائب» الرئيس السابق أمين الجميل في حضور النائب سامي الجميل، وعضو المكتب السياسي المنسق العام للانتخابات في الكتائب ألبر كوستانيان، ليل أول من أمس في بكفيا. وعلمت «الحياة» أن هناك شعوراً متزايداً لدى البطريرك الماروني بشارة الراعي والرئيس الجميل بأن المشروع الأرثوذكسي جنين تصعب ولادته، وأن الأمر يحتاج إلى التحضير لمولود جديد يضمن أن يكون مكتملاً وليس مشوهاً. وذكرت مصادر سياسية أن الدور الذي يلعبه موفد الرئيس سليمان أساسي في البحث عن البدائل، انطلاقاً من مشروع رئيس المجلس النيابي نبيه بري باعتماد المناصفة بين النظامين الأكثري والنسبي، عبر تعديل النسب لمصلحة أكبر عدد من النواب على النظام الأكثري، حيث طرحت صيغ عدة خلال الأيام القليلة الماضية، وسط تمسك فريق 8 آذار بمبدأ المناصفة. وشكل الاجتماع الذي عقد في دارة الرئيس الجميل وفق مكتبه الإعلامي «لقاء تشاورياً بين الحزبين الحليفين تخلله نقاش حول المرحلة السياسية الراهنة والأخطار الداخلية والخارجية التي تواجه لبنان وسبل درء تداعياتها». وتناول البحث «الاستحقاق الانتخابي والجهود التي يبذلها المستقبل والكتائب لإيجاد صيغة مشتركة تجمع بين التمثيل الصحيح لكل الطوائف وبين الشراكة الوطنية». وشملت الطروحات «القواسم المشتركة التي توصلت إليها اللجنة النيابية الفرعية وأبرزها التوازن السياسي، وصحة التمثيل المسيحي، واقتراحات الصيغ المختلطة التي تجمع بين النظامين الأكثري والنسبي». وأبقى الطرفان اجتماعاتهما مفتوحة، «بما يعزز تماسك تحالف قوى 14 آذار ووحدتها في هذه المرحلة». وفي بعبدا التقى سليمان وفداً من الشخصيات النيابية والسياسية المسيحية المستقلة عرض له وفق المكتب الإعلامي للقصر الجمهوري، مجموعة من الأفكار والاقتراحات الانتخابية البديلة من قانونَي الستين والأرثوذكسي المرفوضين من فئات سياسية وشعبية لبنانية. ووضع الوفد إمكاناته «في تصرف الرئيس سليمان لإيجاد قانون عصري يوفر أوسع تمثيل للفئات كافة ويكون تحت سقف الدستور وميثاقيته». وتناول رئيس الجمهورية مع رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الأوضاع الانتخابية وأهمية التفاهم بين القوى السياسية لإيجاد قانون يرضي الطموحات الوطنية للبنانيين. كذلك تناول قانون الانتخاب مع كل من الوزيرين السابقين جان عبيد ومخايل الضاهر. وكان الاستحقاق الانتخابي مدار بحث بين رئيس المجلس النيابي ورئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبدالرحيم مراد الذي تمنّى أن يحصل في موعده، وكما «قرأنا على لسان الرئيس بري فإن كل فريق يهمه أن يفصّل قانون الانتخاب على قياسه، لذلك سعى بعد إقرار القانون الأرثوذكسي، إلى طرح موضوع حل وسطي يعتمد على المناصفة بين النسبي والأكثري، وفي الوقت نفسه لا يرى مانعاً في إجرائها في ذاك القانون». إلى ذلك أشار عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر إلى أن «المشاورات بين تيار المستقبل والحزب التقدمي حول قانون جديد لا تزال في بداياتها». ووصف مشروع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي ب «المقبول».