كشف المسؤول الأول عن جهاز الاستخبارات الخارجية المغربي محمد ياسين المنصوري تفاصيل عن إحباط محاولات تفجير واغتيالات ومحاولات خطف رهائن تعرض لها المغرب. وقال المنصوري أمام لجنة مكافحة الإرهاب المنبثقة من مجلس الأمن في نيويورك أن انخراط بلاده في الحرب على الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 جعلها هدفاً لمنظومة إرهاب عابر القارات. وأوضح أن المنهجية الاستباقية مكّنت من تفكيك 126 بنية إرهابية، أكثر من 40 منها على صلة بمناطق التوتر، بخاصة في العراق وسورية ومنطقة الساحل». وأشار إلى إحباط 276 مخططاً إرهابياً ضد بعثات ديبلوماسية وأماكن عبادة مسيحية ويهودية ومواقع سياحية وأكثر من 100 مخطط اغتيال موجهة ضد رعايا مغاربة يتحدرون من أصول يهودية، وشخصيات سياسية ومسؤولين أمنيين وسياح أجانب. وكشف المنصوري عن ارتباط إحدى الخلايا الارهابية بزعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد المالك دروكدال الذي وجّهها لتنفيذ هجمات ضد مطار كولميم على «مشارف الصحراء» بدعوى وجود قاعدة لانطلاق الطائرات الفرنسية من هناك «التي كانت تشارك في عملية سيرفال»، إضافة إلى التخطيط لشن أعمال إرهابية بشاحنات مفخخة ضد قوات أميركية، كانت تشارك في مناورات مع المغرب في منطقة طانطان على الساحل الأطلسي. وتحدّث المسؤول المغربي عن أخطار التهديدات الموجّهة ضد المغرب، انطلاقاً من منطقة الساحل، كونها أشد تعقيداً «نظراً إلى التحالفات القائمة بين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وبعض العناصر المحسوبة على جبهة «بوليساريو»، وجماعات إرهابية مثل «حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وبوكو حرام والشباب الإسلامي في الصومال وأنصار الشرعية في كل من تونس وليبيا»، واصفاً الأخيرة بأنها باتت تشكل تهديداً «بسبب العلاقة المشبوهة بين مختلف التنظيمات الإرهابية الناشطة في المنطقة، والميلشيات المسلحة الليبية التي تملك ترسانة كبيرة من الأسلحة». من جهة أخرى، رأى المسؤول الأمني المغربي أنه «على خلاف ما شاهدناه سابقاً في المنطقة الساحلية والمناطق الباكستانية والأفغانية، فإن سهولة وصول المقاتلين إلى سورية ساهم في توفير عدد كبير من «الجهاديين» من كل أنحاء العالم. وقدّر أعداد المغاربة الذين التحقوا بهذا التنظيم بحوالى 1203 في سورية، بينهم 218 معتقلاً إسلامياً سابقاً، وقُتل منهم أكثر من 254 في القتال أو العمليات الانتحارية، 219 في سورية و35 في العراق». ورصدت الأجهزة الأمنية أكثر من 500 متطرّف مغربي يترقب الفرصة للالتحاق بتلك التنظيمات. وكشف رئيس الاستخبارات الخارجية «إدارة الدراسات والمستندات» أن 473 من المقاتلين المغاربة يحملون جنسيات أجنبية، التحقوا بسورية انطلاقاً من بلدان إقامتهم، 360 من بلجيكا و52 من فرنسا و37 من هولندا و13 من إسبانيا و6 من ألمانيا و3 من بريطانيا وواحد من إيطاليا والآخر من اليونان. وأوضح أن معظم هؤلاء ينتسبون إلى تنظيم «حركة شام الإسلام» التي أسّسها المغربي إبراهيم بن شقرون، أحد معتقلي غوانتنامو، الذي قُتل هناك. وأوضح أن هذا التنظيم لا يسعى إلى تجنيد المغاربة للقتال في سورية فحسب، بل «تدريبهم عسكرياً لإعادة إرسالهم إلى المملكة المغربية لتنفيذ هجمات».