نحو أربعة ملايين سعودي مستخدم ل«تويتر». عدد الناشطين منهم لا يمكن تحديده بدقة. السعودية «دولة تضم دولاً عدة، ببيئات ومناخات مختلفة»، (صحراء وجبال وسهول وشواطئ...). البيئة العمرانية في المملكة، من أهم البيئات المتنوعة أيضاً بحسب المناطق. الصراع بين التقليدي والحديث واضح في تصاميم المباني. الثقافات أيضاً متنوعة ومختلفة. ما علاقة مستخدمي «تويتر» السعوديين بذلك؟! «تويتر» عجيب. يشعر. يغيِّر حدثه بسرعة. لا يمل. لا يهتم بنوع الموضوع: سياسة، اقتصاد، رياضة، فن، دين، تاريخ، فلسفة، قانون، ثورة، انفجار غاز، زواج تسعيني، أخطاء طبية... يُنافس الموضوع موضوع آخر. يتنافس المستخدمون في ما بينهم. يتنافسون على التأثير... تتحول المنافسات إلى حروب شرسة. يقصف المستخدمون بعضهم أحياناً. يقف مستخدمون إلى جانب مستخدم يوافق توجهاتهم. يحضر الهدوء في «تويتر» من فينة إلى أخرى. لكنه، هدوء أشبه بهدنة تسبق قصفاً جديداً. لكل قصف تأثير. لا يقتصر ذلك التأثير على من يقرؤون ويَنقلون فيه. يطاول ذلك التأثير الصحف الورقية والإلكترونية على سبيل المثال. أحياناً تُبادر هي إلى تتبعه. تُطوره، ليُسمع القصف في السعودية كلها. المستخدمون السعوديون يدخلون ويخرجون من وإلى «تويتر». ليس بالضرورة أن يشاركوا جميعاً في القصف ذاته. القصف لا يتعطل، بسبب مباريات كرة القدم، أو بسبب انشغال الشباب بالديوانيات والمقاهي والنارجيلة و»البلوت» والمجمعات التجارية والمكالمات الهاتفية والسفر أو حتى الدراسة والعمل... القصف في «تويتر»: «فرض كفاية». بعض المشاركين في القصف يفعلون ذلك قبل النوم. آخرون يشاركون وهم في طريقهم إلى بيوتهم، أو وهم يعملون، أو وهم ينتظرون الطبيب... لم ينتبه «الحكوميون» ولا العاملون في القطاعات الخدمية ولا القائمون على هذه القطاعات، بل لم يتوقعوا أن يصحوا فجأة ليجدوا مستخدمي «تويتر» يباغتونهم بالقصف من فترة إلى أخرى. تحوّل خبر انفجار الغاز في الرياض إلى كارثة. انتشر خبر زواج تسعيني من طفلة في أرجاء المعمورة. واجهت وزارة الصحة قصفاً - لا يعد الأعنف - بسبب نقل مستشفى حكومي دماً ملوثاً إلى طفلة. هذه مجرد أمثلة، فالقصف شمل أكثر من ذلك بكثير خلال العامين الماضيين. القصف لا يُوفر أحداً، كائناً من كان. يحتاج إلى سبب. أحياناً يتذرع. البعض لم يتوقع يوماً أن يُقصف. آخرون توقعوا لكنهم لم يتوقعوا السبب. ماذا بعد ذلك كله؟ ماذا بعد القصف؟ هل يتوقف القصف يوماً؟ ماذا لو لم يتوقف؟ هل يخفت صوته أم يعلو ومن سيطاول؟ ماذا لو توحّد المختلفون في قصف واحد موّجه؟! [email protected]