اعتبر زعيم «صحوة العراق» وأحد قادة التظاهرات المناوئة لحكومة نوري المالكي، الشيخ أحمد أبو ريشة في تصريح إلى «الحياة» أن «المالكي هو الطائفي وأن الاجتماع الذي عقده في البصرة طائفي لأنه جمع محافظي المحافظات الشيعة فقط»، مبيناً أن «المالكي لو لم يكن طائفياً لجمع معهم محافظي الأنبار وصلاح الدين والموصل»، داعياً رئيس الوزراء إلى «مقاضاة نفسه أولاً لأنه من أكبر مروجي الفتنة الطائفية وهو المسؤول عن ما وصلت إليه البلاد من احتقان». وكان أبو ريشة يرد على تصريحات للمالكي أول من أمس هدد فيها بمقاضاة «مروجي الطائفية» ومتهماً دولاً لم يسمها بأنها «تحاول إذكاء الطائفية في العراق». وفي شأن تمديد المالكي للإجازة الإجبارية لوزراء «القائمة العراقية»، رأى أبو ريشة أن «وجود وزراء العراقية في الحكومة يحولهم إلى شهود زور لذلك أنا أدعوهم إلى الانسحاب من هذه الحكومة لأن لا معنى لبقائهم فيها». وكانت مواقع إخبارية مقربة من مكتب رئيس الوزراء كشفت أن «المالكي أصدر أمراً يقضي بإعطاء وزراء القائمة العراقية الذين قاطعوا جلسات مجلس الوزراء، إجازة أخرى لمدة شهر بسبب تغيبهم». ونفى أبو ريشة، تشكيل أي وفد للتفاوض مع الحكومة، مشيراً إلى أن «المطالب سلمت إلى الحكومة منذ الأيام الأولى لانطلاق التظاهرات ولا معنى لتشكيل وفود جديدة لأنها غير مجدية والاحتجاجات مستمرة حتى تلبي الحكومة جميع مطالب المتظاهرين». وكان المالكي قال خلال مؤتمر محافظي الوسط والجنوب في البصرة مساء أول من أمس أن «أخطر ما يواجهنا في هذه المرحلة هي الطائفية التي استطعنا أن نقضي عليها وتمكنا من تطويقها وتجاوزها، لكن بعض الشركاء من السياسيين انتكسوا وبدأوا يتحدثون عن الطائفية، وهذه الانتكاسة كالمرض الذي يجب أن يعالج». وأضاف أن «من تحدثوا عن الطائفية يجب أن يحاسبوا، وسأقدم للقضاء مذكرة تدين كل من تحدث عن الطائفية». واتهم المالكي دولاً لم يسمها بأنها «تحاول إذكاء الطائفية في العراق، وإذا كانت أجندة بعض الدول تريد الهيمنة على العراق من بوابة الطائفية، فهذه الأجندة لن تفيد العراقيين»، داعياً إلى «عدم التحدث بالطائفية، لأنها مخالفة للدستور والسلامة الوطنية وتسبب بهدر للأرواح الزكية في العراق»، مبيناً أن «مفهوم وحدة العراق الذي أتمنى على الجميع أن يضعوا نصب أعينهم، بأن العراق واحد موحد وهو شركة بين أبنائهم وليس هناك امتياز لأحد على أحد». وأشار إلى أن «بعض الفضائيات أصبحت تضحك على السياسيين ومقدمي البرامج يستهزئون بهم لمجرد أنهم يطلقون كلمات لا يمكن قبولها من أبسط إنسان». ورأى أن «الربيع العربي مع الأسف تحول إلى خريف وأصبح جهنم»، عازياً ذلك إلى أن «الاستقرار السياسي هو الأساس حيث عندما يفقد بالتناحر والتنافر فانه يترك فسحة للإرهاب والقاعدة للعبث في البلدان ويشكل خطراً كبيراً عليها وبالتالي يشكل خطراً أيضاً على العراق كون الإرهاب لا يعرف حدوداً ولا يتمتع بالأخلاق والقيم وهو مجرد منهما».