دعا شيوخ عشائر الأنبار الحكومة الى تحضير سيارات لنقل المعتصمين من المحافظة الى بغداد لأداء صلاة موحدة في مرقد الإمام ابو حنيفة النعمان الجمعة المقبل، فيما حذر «ائتلاف دولة القانون» من «اثارة النعرات الطائفية»، داعياً المتظاهرين وخطباء المساجد الى «احترام ارادة الغالبية الساحقة من العراقيين». وكانت لجان التنسيق اعلنت اول من امس ان «المعتصمين سيؤدون صلاة موحدة الجمعة المقبل في مرقد الإمام ابو حنيفة في الاعظمية». وأكد رئيس مجلس شيوخ الانبار الشيخ حميد الشوكة ان «العراق واحد ومن حقنا اداء الصلاة في بغداد او النجف او البصرة او اربيل او اي مكان آخر في البلاد». ودعا الشوكة في تصريح الى «الحياة» الحكومة الى «عدم الخشية من المصلين او المتظاهرين الذين سيأتون الى بغداد لانهم سلميون ولديهم رغبة في الصلاة في جامع ابو حنيفة وهذا من حقهم»، مبيناً ان «على الحكومة ووزارة الداخلية توفير سيارات لنقلهم الى بغداد وتسهيل وصولهم الى الاعظمية لاداء الصلاة». واستبعد بشدة حدوث أي تصادم طائفي، مؤكداً انه «لم يحدث أي تصادم بين الشيعة والسنّة خلال تاريخ العراق ولن يحدث وهناك محاولة لاظهار الاعتصامات طائفية وان ما يحدث هو صراع طائفي والحقيقة ان ما يجري تظاهرات لمواطنين يطالبون بحقوق مشروعة ومكفولة دستورياً ولديهم مشكلة مع الحكومة والكتل السياسية والبرلمان وليس مع مذهب». واكد ان «المصلين سيعودون اذا منعتهم الحكومة ولن يصطدموا بها، ومن الافضل لها عدم منعهم بل ان تكون هي المبادرة». وأعلن «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي ان»المجيء الى بغداد والصلاة في أي جامع أو مرقد حق مكفول لكل عراقي مثله مثل التظاهر السلمي»، لكنه حذر ،»بعض الخطباء من محاولة اثارة النعرات الطائفية لأن بغداد لا تتحمل ذلك». وقال النائب عن «دولة القانون» احسان العوادي ل»الحياة» ان «على الذي يريد المجيء الى بغداد ان يحترم مشاعر الاخرين الذين يمثلون الغالبية وان لا يرفع شعارات طائفية او يلقي خطباً تجرح الاخرين». واضاف ان «أي محاولة لاثارة النعرات الطائفية قد تؤدي الى ما لا تحمد عقباه وهذا ما نخشاه». وزاد ان «شعارات الجمعة الاخيرة والمطالبة باسقاط الحكومة والنظام السياسي والدستور امر دبر بليل لان هذه شعارات تتناغم مع رؤية تنظيم القاعدة والبعثيين ، ما يؤكد ان التظاهرات مخترقة من هؤلاء، فالمطالب لم تعد مشروعة بل هي مشاريع سياسية واجندة اقليمية يحاول تنفيذها البعض ظنا منه ان بامكانه اسقاط الحكومة وتغيير وجه العراق». ودعا من «يرفع مثل هذه الشعارات الى التذكر ان الغالبية الساحقة من العراقيين صوتت للدستور وعلى من يريد تغيير المالكي ان يغيّره عبر البرلمان او صناديق الاقتراع لانه جاء عبرهما ولم يصل الى السلطة عبر انقلاب عسكري». وحذر من «محاولة استفزاز مشاعر الغالبية التي قدمت الدماء من اجل بناء العراق وانجاح تجربته الديموقراطية». وفي محافظة ديالى، نظم «اتحاد العلماء المسلمين» مؤتمراً بحضور رجال دين ومديري الوقفين السنّي والشيعي وقائد عمليات دجلة للبحث في مطالب المتظاهرين. واكد البيان الختامي للمؤتمر «نبذ الارهاب والطائفية والاقتتال والارتقاء في التظاهر وفق اخلاق الرسول والتحلي بها».