قال البابا بنديكتوس السادس عشر في آخر عظة له امس، قبل أن يصبح أول بابا خلال نحو ستة قرون يترك الكرسي البابوي، إنه لن يتخلى عن الكنيسة الكاثوليكية. وأضاف أمام عشرات الآلاف في ساحة القديس بطرس إنه سيستمر في حب الكنيسة وخدمتها بالصلاة من أجلها بعد تخليه عن الكرسي البابوي الخميس المقبل. وتابع: «الرب يدعوني لأن أكرس حياتي للصلاة والتأمل في شكل أكبر. ولكن هذا لا يعني التخلي عن الكنيسة. إذا طلب مني الرب أن اتخذ هذه الخطوة فهذا لكي أستمر في خدمة الكنيسة بنفس الاخلاص والحب الذي قدمته حتى الآن». وكان البابا يتحدث وسط هتافات: «يعيش البابا». وقال إنه سيخدم الكنيسة «بطريقة مناسبة أكثر لسني وقواي». على صعيد آخر، اتهم أربعة كهنة الكاردينال كيث أوبراين، أعلى رجل دين كاثوليكي في بريطانيا، بممارسة «سلوك غير لائق» معهم، ووجهوا شكاوى بهذا القبيل ضده إلى الفاتيكان. وأفادت صحيفة «أوبزيرفر» امس، إن ثلاثة كهنة حاليين وكاهناً سابقاً أرسلوا إفادات إلى السفير البابوي أنطونيو منيني، بشأن مخالفات جنسية ارتكبها أوبراين معهم تعود إلى عام 1980 وقادت واحداً منهم الى تلقّي علاج نفسي بعد علاقة «غير لائقة» مع الكاريدنال. وأضافت أن الكاردينال أوبراين سيشارك في الاجتماع السري الأسبوع المقبل كرئيس للكنيسة الكاثوليكية لاختيار البابا الجديد، لكن أوبراين يواجه الآن دعوات تطالب باستقالته فوراً بعد هذا الكشف. وأشارت الصحيفة إلى أن أحد الكهنة اشتكى من تعرضه ل «سلوك غير لائق» حين كان عمره 18 على يد الكاردينال أوبراين، والذي من المقرر أن يتقاعد الشهر المقبل وكان من أشد المعارضين لحقوق مثليي الجنس، ودان المثلية الجنسية واعتبرها غير اخلاقية. وصدم الكاردينال أوبراين، وهو رئيس أساقفة سانت أندروز وأدنبره منذ عام 1985، الجمهور الأسبوع الماضي، عندما قال إن الكنيسة يجب أن تلغي التقاليد القديمة وتسمح للكهنة بالزواج، ليتمتع رجال الدين براحة الأسرة والدعم. وقالت الصيحفة إن الكهنة الأربعة أرسلوا افاداتهم إلى السفير البابوي قبل أسبوع من اعلان البابا بنديكتوس السادس عشر استقالته في 11 الجاري، لكنهم يخشون الآن من احتمال ألاّ تعالج الكنيسة شكواهم في حال شارك الكاردينال أوبراين في انتخابات اختيار البابا الجديد. ونقلت الصحيفة عن أحد الكهنة أن الكنيسة «تملك جانباً مظلما يتعلق بالمساءلة، وقد تتجه نتيجة ذلك إلى التستر وحماية النظام مهما كان الثمن». وأضافت أن الكهنة الأربعة قلقون من تجاهل الكنيسة المعنية لشكاواهم، ويريدون أن يكون الاجتماع السري لانتخاب البابا الجديد نظيفاً.