أعلن مكتب رجل الدين السني عبد الملك السعدي الذي يلتف حوله متظاهرو الأنبار امس انه التقى وفداً ديبلوماسياً أميركياً ضم نائب السفير في بغداد. ولم تعلن السفارة الأميركية اللقاء الذي جرى الثلثاء الماضي، فيما يلاحظ غياب موقف واشنطن من التظاهرات المناهضة للحكومة منذ نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي وحتى الآن. واعتبر قبول السعدي، الذي يعد من اشد مناهضي الاحتلال الأميركي لقاء الوفد تطوراً في الحركة الاحتجاجية الشعبية الجارية في البلاد. وأوضح الموقع الإلكتروني للشيخ السعدي امس أن «وفداً أميركياً برئاسة نائب السفير في بغداد طلب من السعدي خلال لقاء جمعهما الثلثاء الماضي رأيه في ما يجري في العراق. فأجاب أن أميركا هي من قاد الجيوش لاحتلال العراق من غير قرار أممي ثم انسحبت بفعل المقاومة وتركت العراق مدمراً وسلطت على رقاب العراقيين حكومات طائفية بدستور طائفي فانتهكت حقوق الإنسان واستباحت الأعراض ونهبت الأموال وسيست القضاء». وأضاف أن «تدخل إيران في الشأن العراقي سافر، وقد نفد صبر العراقيين فقاموا متظاهرين يطالبون بحقوقهم المشروعة التي سلبت منهم، وكان رد الحكومة عليهم بالرصاص الحي والمضايقات وسقط من المتظاهرين شهداء بنار الحكومة». وأوضح موقع السعدي انه سلم الوفد الأميركي رسالة إلى الرئيس باراك أوباما تضمنت انتقادات شديدة اللهجة إلى الولاياتالمتحدة، وإلى الدستور العراقي الذي قال إنه «غير واضح للشعب، وأثار جدلاً كثيراً». ولفت إلى أن «العراق أصبح في طليعة الدول التي حلّ فيها الفساد الإنساني والإداري والمالي والقضائي والسياسي والاجتماعي». وتضمنت الرسالة انتقاداً لاذعاً للتدخل الإيراني وفيها أن «أميركا احتلت العراق وسلمته إلى إيران التي استمرت في التدخل في كل مفاصله ومؤسساته وكل شؤونه»، اضافة إلى» تسييس القضاء واعتقال الآلاف من أهل السنة خلال السنوات الماضية». إلى ذلك، قال النائب في كتلة «العراقية» حسن الجبوري خلال مؤتمر صحافي عقده امس في مبنى البرلمان مع عدد من نواب كتلته إن «القائمة ترفض الاعتداء على المتظاهرين في الموصل ومنع دخولهم وخروجهم من ساحة التظاهر»، مطالباً القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي ب»إخراج الجيش والشرطة الاتحادية من المدينة وتركها بيد الشرطة المحلية». وحذر «من تكرار الاعتداءات على المتظاهرين، لأن ذلك قد يؤدي إلى خروج التظاهرات عن مسارها السلمي، وهذا ما تريده قوات الأمن هناك». ودعت النائب من «العراقية» ناهدة الدايني خلال المؤتمر، الحكومة إلى توفير الأمن في محافظة ديالى التي تعاني التفجيرات»، ولفتت إلى أن «المحافظة تعرضت صباح أمس لهجوم بثلاث سيارات مفخخة، من بينها واحدة استهدفت منزل المحافظ عمر الحميري». وأفاد المتحدث باسم متظاهري مدينة الموصل غانم العابد «الحياة» امس بأن «قوات الشرطة الاتحادية وغالبية عناصرها من جنوب البلاد تنفذ سلسلة إجراءات للتضييق على المتظاهرين ويندس عناصر من هذه القوات داخل التظاهرات لمعرفة الناشطين لملاحقتهم». وأشار إلى أن «قوات الشرطة الاتحادية تغلق ساحة الأحرار (الساحة الرئيسية للتظاهر) في وجه المتظاهرين في الأيام العادية فيما لا تستطيع فرض مثل هذه الإجراءات يوم الجمعة حين يتزايد عدد المتظاهرين المتوجهين إلى الساحة». وحذر الناطق باسم لجان التنسيق في محافظة الأنبار سعيد اللافي من التضييق على المتظاهرين من خلال ملاحقتهم، ولفت إلى أن العديد منهم ومن شيوخ العشائر أاجبروا على توقيع تعهدات بعدم المشاركة في التظاهرات.