أكد عاملون في مجال السياحة أن دبي لا تزال تحتل الصدارة في قائمة الخيارات السياحية للسعوديين، خصوصاً في الإجازات القصيرة مثل إجازة عيد الحج. ولفتوا في حديثهم ل«الحياة» إلى أن الحجوزات تم نفادها وأغلقت الرحلات بالكامل منذ ثلاثة أسابيع مضت، معللين ذلك بقرب دبي، إضافة إلى اعتدال الجو فيها هذه الأيام، ووجود أماكن ترفيه لجميع أفراد العائلة. وليست دبي وحدها من تجذب السعوديين، إذ إن تركيا أصبحت وجهة للسعوديين في الإجازات، إذ زارها خلال العام الحالي 300 ألف سعودي، وهو عدد كبير مقارنة ب30 ألف سعودي زاروها قبل خمسة أعوام، ومرجعين سبب ارتفاع معدلات ذهاب السعوديون إلى تركيا لأغراض السياحة هو توافر الرحلات المباشرة إليها من عدد من المطارات الإقليمية بجانب الدولية. وقال رئيس مجموعة الطيار للسفر والسياحة الدكتور ناصر الطيار ل«الحياة»: «إن إجازة عيد الحج من الإجازات القصيرة والتي يفضل فيها السعوديون الراغبون في قضائها خارج المملكة في الدول القريبة»، منوهاً إلى أن جميع الرحلات للدول القريبة أُغلقت، ولم يعد مقاعد شاغرة، خصوصاً تلك المتجهة إلى دبي، إذ تبلغ نسبة المسافرين لدبي في هذه الإجازة 50 في المئة من إجمالي المسافرين للخارج. وزاد: «مصر والأردن كان لهما نصيب في هذه الإجازة، ولكن ليس بنسبة كبيرة، إذ تأتي تركيا ثاني وجهة للسعوديين في هذه الإجازة، لا سيما وأن هناك تسهيلات في عملية السفر لها تتلخص في وجود رحلات مباشرة من المطارات الإقليمية، إضافة إلى المطارات الدولية». وأوضح أن 20 في المئة من المسافرين خلال هذه الإجازة سيذهبون إلى تركيا، و5 في المئة منهم سيذهبون إلى مصر، مشيراً إلى أن دول أوروبا لا سيما لندنوباريس تجذب السعوديين خلال هذه الفترة، إذ يبلغ عدد المسافرين إلى لندن 15 في المئة، وباريس 10 في المئة. ولفت إلى أن دول شرق آسيا ليست على الخريطة السياحية للسعوديين خلال هذه الإجازة، وأرجع السبب إلى المناخ، وقال: «الآن موسم الأمطار في دول شرق آسيا، لذا فإن غالبية السعوديين لا يفضلون الذهاب في هذا الموسم، إضافة إلى طول مدة السفر قياساً بالدول الأخرى، ولذا لا يفضل السعوديون الذهاب في الإجازات القصيرة إلى الدول البعيدة، وغالبية رغباتهم تتجه إلى الدول القريبة. ويتفق معه رئيس اللجنة الفرعية للسفر والسياحة بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض مهيدب المهيدب، والذي أكد في حديثه ل«الحياة» أن دبي لها نصيب الأسد من حيث توجه السعوديون لها لقضاء إجازة عيد الحج. وقال: «إن 50 في المئة من السعوديين الراغبين في قضاء إجازة عيد الحج خارج المملكة سيتوجهون لقضائها في دبي، لقربها، وهي أكثر المدن جذباً للسياح السعوديين في الإجازات القصيرة». وأشار إلى أن أجواء دبي ووجود الأماكن الترفيهية المتعددة بها والخاصة بالعائلات، إضافة إلى البنية التحتية السياحية القوية جميعها عوامل مهمة ومؤثرة في ارتفاع معدلات الإقبال عليها، خصوصاً من الأسر السعودية». وبحسب المهيدب فإن الاتجاه لدول أوروبا قليل خلال هذه الفترة ويقتصر على شرائح معينة من السعوديين الذين يفضلون قضاء إجازتهم في أوروبا، سواء مدينة لندن التي تحتل الصدارة أم باريس التي تليها في الترتيب. واستدرك: «الإجازة الصيفية شهدت إقبالاً كبيراً على السفر لدول أوروبا من السعوديين، لاسيما وأن الإجازة بعد شهر رمضان المبارك كانت طويلة نسبياً هذا العام والمقدرة ب40 يوماً، ما أسهم في ارتفاع معدلات السفر إلى دول أوروبا وأميركا». ويرى المهيدب أن تغير ثقافة السعوديون بما يخص السفر والسياحة أسهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الراغبين في قضاء إجازتهم في الخارج، مؤكداً في الوقت ذاته أن السعوديين أصبحوا أكثر وعياً وتنظيماً في هذا الخصوص. وأضاف: «ارتفاع الوعي السياحي لدى السعوديين أسهم في تنظيمهم لرحلاتهم السياحة بوقت كافٍ، إضافة إلى جمعهم للمعلومات الخاصة بالدولة والمدينة الراغبين زيارتها، وعمل كل الترتيبات اللازمة قبل موعد الرحلة بفترة طويلة»، وقال إن تركيا تُعد من الوجهات الرئيسة على خريطة السياحة للسياح السعوديين، وأردف قائلاً: «استقطبت تركيا خلال العام الماضي ما يقدر ب300 ألف سائح سعودي، وهو عدد كبير قياساً بخمسة أعوام ماضية، والتي قدّر فيها عدد السياح السعوديين ب30 ألف، وهذا العدد متزايد في الأعوام المقبلة، لاسيما وأن تركيا أصبحت من الخيارات الأولى للعائلات السعودية»، مؤكداً في الوقت ذاته عودة السياح السعوديين إلى مصر، والتي ارتفع فيها عددهم مقارنة بالأعوام الماضية إلى 15 في المئة، متوقعاً أن يرتفع المعدل إلى 100 في المئة خلال العام المقبل 2015. إلى دبي براً بسبب الحجوزات تستعد «دائرة السياحة» في دبي لاستقبال أكثر من 600 ألف سائح سعودي خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، مع توقع بأن تكون الأعلى في أعداد السياح خلال فترة أسبوعين، وبعد أن سجل تدفق السياح السعوديين إلى إمارة دبي زيادة تقدر ب25 في المئة، مع دخول مليون و250 ألف سائح سعودي لدبي خلال العام الماضي. وأشار سالم الزهراني (مدير مكتب سياحة) إلى أنه لا توجد حجوزات طيران إلى دبي منذ فترة، وأن الكثافة المتوقعة ستكون في المنافذ البرية، إذ من المتوقع أن تبلغ ذروتها أيام العيد كما حدث في العامين الماضيين. وأضاف أن عدد السياح السعوديين إلى الإمارات في تزايد مستمر، خصوصاً أن البرامج التي تقام هناك تلقى تسويقاً كبيراً في الإعلام، وتتجدد باستمرار، ما يدفع السياح إلى السفر إليها كل عام. من جانبه، أشار فوزي الهاني (مدير مكتب سياحة وسفر) إلى أن إمارة دبي تتصدر وجهات سفر السياح السعوديين خارجياً خلال المواسم، فيما جاءت تركيا وجهة مفضلة لهم في القارة الأوروبية، مضيفاً أن دبي تمتلك مقومات عدة تجذب السائح السعودي وغيره من السياح الأجانب، وفي مقدمها قربها من المملكة، والتطور المتلاحق في خدماتها، والحفاوة التي يستقبل بها السائح، والتعامل الذي يراه وكأنه في موطنه، ما يشعره بالراحة والأمان دوماً. ولفت إلى أن جهات أخرى تنافس دبي مثل مصر، كما برزت أسطنبول وماليزيا كوجهات للمسافرين، إلا أن الحظوة الكبرى من نصيب دبي، التي تعد أسعارها مناسبة للسعوديين، أو الباحثين عن رحلات ذوي الدخل المحدود.