أعلنت رئاسة أركان الجيش التشادي أمس، أن قواتها المنتشرة في مدينة كيدال أقصى شمال شرقي مالي، قتلت 65 إسلامياً مسلحاً في معارك عنيفة شهدتها جبال ايفوغاس المحيطة بالمدينة، وأدت إلى مقتل 13 جندياً في صفوفها. ودارت معارك بين متمردي طوارق «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» الذين يتعاونون مع الجيش الفرنسي وإسلاميين رجح مصدر مالي بأنهم عرب في منطقة انهاليل، وذلك غداة تبني «حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا» تفجير انتحاريين اثنين سيارتين مفخختين أمام معسكر للطوارق في المنطقة ذاتها أسفرا عن سقوط 3 قتلى في صفوفهم. في غضون ذلك، نشرت الولاياتالمتحدة طائرات بلا طيار غير مجهزة بصواريخ في قاعدة عسكرية بنيامي، عاصمة النيجر، من اجل مؤازرة عمليات القوات الفرنسية في مالي عبر تنفيذ طلعات مراقبة فوق مناطق النزاع. ويتمركز حوالى مئة من عناصر سلاح الجو الأميركي في القاعدة، فيما اعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما أول من امس إرسال 40 عسكرياً إضافياً إلى النيجر بهدف «تقديم دعم في مجال جمع المعلومات وتبادلها مع القوات الفرنسية وباقي الشركاء في المنطقة» التي تشهد، وفق واشنطن، توسع نشاط تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وحلفائه فيها. وفي واغادوغو، صرحت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) أرينا بوكوفا بأن «العمل العسكري المستمر في مالي ضد الجماعات الجهادية لن يكون فاعلاً على المدى البعيد بلا حوار». الكونغو الديموقراطية على صعيد آخر، يجتمع قادة أفارقة في أديس أبابا اليوم، في حضور الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من اجل توقيع اتفاق إطار للسلام في شرق الكونغو الديموقراطية التي تواجه موجة من أعمال العنف منذ عشرة شهور. وكان يفترض أن يوقع الاتفاق خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، بمشاركة الكونغو الديموقراطية ورواندا وأوغندا وأنغولا وبوروندي والكونغو برازافيل وجنوب أفريقيا وتنزانيا، لكنه أرجئ لأسباب «إجرائية». وقال ديبلوماسي في الأممالمتحدة إن «الاتفاق سياسي، ويتضمن سلسلة التزامات عامة من كل الأطراف». لكن جيسون ستيرنز، الخبير في الكونغو الديموقراطية، رأى أن الاتفاق الذي يقع في صفحتين «مبهم جداً رغم أنه واعد». ويتعلق الاتفاق بثلاثة محاور، هي «منع دول المنطقة من التدخل في شؤون جاراتها، وتشجيع الإصلاحات داخل المؤسسات الكونغولية الضعيفة، وتنسيق أفضل ومشاركة المانحين لها». وقد يتضمن أيضاً إعطاء قوات الأممالمتحدة في الكونغو الديموقراطية وسائل لتنفيذ مهماتها، من دون إعطاء تفاصيل. ويشهد شرق الكونغو الديموقراطية، خصوصاً قطاعه الغني بالثروة المعدنية شمال كيفو الذي تعاقبت عليه منذ عقود حركات تمرد وعصيان وحروب إقليمية، مواجهات بين متمردي حركة «أم 23» والجيش النظامي منذ نيسان (أبريل) الماضي. وبلغت المواجهات الجديدة التي تخشى الأسرة الدولية تحولها إلى نزاع إقليمي، ذروتها في تشرين الثاني (نوفمبر) حين احتلت «أم 23» حوالى ثلثي غوما، كبرى مدن شمال كيفو، لأسبوعين. وتقع كيفو على الحدود مع رواندا وأوغندا اللتين تتهمهما الأممالمتحدة وكينشاسا بدعم الحركة.