عجز وعدم حيلة تعليقاً على مقال جهاد الخازن «عيون وآذان» (الحياة 19/2/2013) للأسف دعوتك لن تجد آذاناً صاغية، ليس لعدم الاقتناع بما تقول بل للعجز وعدم الحيلة، فكل الدول العربية كانت سباقة إلى توقيع المعاهدات الدولية التي تمنع انتشار الأسلحة النووية، ولكنها تتلكأ لسنوات وعقود عن توقيع الاتفاقات الدولية التي تدعو إلى احترام حقوق الإنسان (مفارقة عجيبة غريبة). جمال أبو خالد حكمة مغربية تعليقاً على مقال جميل الذيابي «الربيع العربي والدستور المغربي» (الحياة 18/2/2013) باستطاعة كل الدول العربية أن تفاوض شعوبها على دستور يكفل للشعب حرية التعبير والعيش الكريم وكل الحقوق التي يتمتع بها مواطنو الدول الأخرى. لكن الأمر الذي ميز المملكة المغربية عن غيرها، هو بسطها ليد الصلح والبذل من موقف قوة، فيما كانت مسيطرة على مجريات الأمور في الشارع المغربي، بخلاف مثيلاتها التي حاولت قمع التظاهرات والثورات، ولم تفكر في أي تنازلات لشعبها إلا بعد أن رأت زمام الأمور قد بدأت بالانفلات من قبضتها، وهذا الأمر هو ما جعلها في موقف ضعف وهوان. الحكومة المغربية عرفت من أين تؤكل الكتف، وقامت بإصلاحات حقيقية بعيدة عن المهدئات الموقتة، فكانت النتيجة مملكة مغربية خالية من العنف والثورات. عبد الرحمن الأنصاري العقل الأوبامي تعليقاً على مقال عبد الوهاب بدرخان «مبادرات المعارضة وانكشاف النظام وحلفائه وأميركا» (الحياة 14/2/2013) منهجية عجيبة تلك التي تدير التفكير في العقل الأوبامي، ولا شيء يضمن أنه عازمٌ على مغادرة السلبية، لكنه يريد المحاولة، خصوصاً أن أميركا وإسرائيل حصلتا على ما تمنتاه - وأكثر - في سورية. والدليل هذا الدمار الكبير للعمران والاقتصاد والاجتماع، الذي يواصل النظام مفاقمته كل يوم. دمارٌ كأنه أيضاً «تكليف دولي» آخر، ولا يحتاج إلى أي برهان أو تنبيه إلى أنه يحكم مسبقاً على أي دولة مقبلة بالعجز والفشل والتخبّط. على رغم كل شيء، من واجب المعارضة أن يكون لها مشروعها، وهي تفكر في حل لسورية ومن أجلها، لكن أميركا وروسيا وإسرائيل والنظام لا تزال في قوقعة التفكير في حل يريحها من مفاجآت شعب أذهل نفسه قبل أن يذهل الآخرين. علي العيد