أكد الكاتب عبدالله المغلوث اختلاف كتابه الجديد الصادر حديثاً عن «مدارك» وعنوانه «إنترنتيون سعوديون» عن كتبه السابقة، لناحية نقد الظواهر الاجتماعية. وقال المغلوث ل«الحياة»: «الكتاب يختلف تماماً، فهو يسلط الضوء على تجارب إيجابية، ويتناول 17 شخصية سعودية ناجحة في الإنترنت، سواء في اليوتيوب أم البرمجة أم الفن الرقمي أم الألعاب الرقمية أم تصميم المواقع أم التدوين. الفكرة جاءت بعد أن لاحظت فقراً شديداً في المعلومات والسير الذاتية للمبدعين الشباب في الإنترنت. ورأيت أن هؤلاء الشباب هم ممن وضعوا اللبنات الأساسية لمستقبل الإنترنت في المملكة، فمن الواجب أن نوثق تجاربهم قبل أن تذروها الرياح. للأسف تاريخنا شفهي ولا نكترث بتوثيق تجاربنا، ما جعلنا نفقد الكثير من تراثنا وإرثنا»، مشيراً إلى أنه عاهد نفسه على مواصلة إضافة أسماء جديدة للطبعات اللاحقة لهذا الكتاب بين الحين والآخر، «فالإنترنت كريم بما فيه الكفاية، لأن يمنحنا باستمرار أسماءً تستحق الحفاوة والاهتمام، واستنباط واستلهام الدروس من تجربتها». وعن أجواء الكتاب قال المغلوث، إنه ركز على بدايات هؤلاء الشباب، «والصعوبات التي واجهوها، وكيف تغلبوا عليها، لعله يكون دافعاً لأترابهم ليقتفوا أثر الأسماء التي كتبت عنها. وأنا مؤمن تماماً أن كل شخصية تناولتها في الكتاب جديرة بأن يخصص لها كتاب مستقل، نظراً لما تملكه من تجربة وموهبة واعدة». وحول عنوان الكتاب، أوضح أن سبب إضافة «سعوديون» «يعود إلى أن الأسماء التي تناولها الكتاب من السعودية، كنت أتابعهم أكثر من غيرهم. وعموماً التحديات التي واجهها السعودي تشبه إلى حد كبير تلك التحديات التي يواجها أي مبدع عربي. فمجتمعاتنا تتشابه إلى حد كبير». وما إذا كان نجاح كتابه السابق، «كخة يابا» وتعدد طبعاته دفعه إلى تكرار النشر عبر دار مدارك، قال: «أصدرت عن «مدارك» ثلاثة كتب، ولمست تعاملاً احترافياً كبيراً جعلني أكرر التجربة، وبالطبع نجاح «كخة يا بابا... في نقد الظواهر الاجتماعية»، ووصوله إلى الطبعة ال34 خلال عامين فقط أمر جعلني أتفاءل بمدارك كذلك». وفي سؤال حول كيف أفاد من حضوره في مواقع التواصل الاجتماعي، وكيف يرى أثر هذه المواقع في المجتمع السعودي وتشكيل وعيه، قال إن «التواصل المباشر مع القارئ هو الوقود الحقيقي والمحفز للاستمرار. شبكات التواصل الاجتماعي منحتني فرصة لقياس قبول الناس للأفكار التي أطرحها. وشخصياً أحاول استثمار هذه الأجواء الملهمة وأستلهم من ملاحظاتهم ونقدهم وانطباعاتهم».