خرج آلاف اليونانيين الى شوارع اثينا أمس خلال اضراب عام احتجاجاً على خفض الأجور وزيادة الضرائب فبقيت العبّارات البحرية في مراسيها بالموانئ وأغلقت المدارس الحكومية وعملت المستشفيات بأطقم الطوارئ فقط. ووسط قرع الطبول وترديد هتاف «سارقون سارقون» شارك اكثر من 60 الف شخص في مسيرة الى البرلمان في اكبر احتجاج على التقشف هذا العام. وشلّ أكبر اتحادين للعمال في اليونان الحركة في معظم أنحاء البلد الذي يمر بأزمة ديون بإضراب ل 24 ساعة احتجاجاً على التخفيضات التي يقولون إنها تزيد معاناة المواطنين الذين يواجهون صعوبات شديدة وسط أسوأ موجة تراجع اقتصادي في وقت السلم. ونظم الاتحادان اللذان يمثلان نحو 2.5 مليون عامل إضرابات متكررة منذ بدء أزمة الديون الأوروبية في أواخر عام 2009 في اختبار لإرادة الحكومة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية في مواجهة غضب شعبي متصاعد. وقال سبيروس فيليوتيس وهو موظف حكومي شارك في المسيرة: «ما دمنا نكافح، فلا يزال هناك امل في المستقبل. هذه رسالة من اجل تغيير هذه السياسات. انها رسالة نأمل ان تصل الى الجميع لأننا اذا لم نقاوم فلن يكون هناك مستقبل». وسار زعيم حزب «سيريزا» المعارض اليكسيس تسيبراس مع العمال المضربين وانتقد المستشارة الألمانية أنغيلا مركل الالمانية لضغطها على اليونان لتطبيق التقشف. وقال تسيبراس: «يجب ان تنتهي هذه الكارثة الآن. هذا الخطأ يجب ان يصحح على الفور وليس بعد الانتخابات الالمانية وسيناسب الحل السيدة مركل بعدما يكون أوانه فات. لا يمكن ان يشمل حل هذه الكارثة اتفاق انقاذ لكن فقط حل مع الديموقراطية والاستقلال والنمو». وتظهر استطلاعات الرأي ان «سيريزا» يتساوى تقريباً في نسب التأييد مع الائتلاف الحاكم بقيادة رئيس الوزراء انطونيس ساماراس. ويعارض «سيريزا» خطط التقشف منذ البداية وكثيراً ما تعهد بإلغاء سياسات البرنامج اذا انتخب تسيبراس رئيساً للوزراء. وحرصت حكومة ساماراس الائتلافية التي تولت السلطة قبل ثمانية أشهر على إظهار انها ستنفذ الإصلاحات التي وعدت بها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي اللذين عملا على إنقاذ أثينا مرتين بمساعدات تزيد على 200 بليون يورو. واتخذت الحكومة موقفاً متشدداً من العاملين المضربين فطبقت قوانين الطوارئ مرتين هذا العام بعد اضرابات استمر كل منها اسبوعاً وشلّت حركة المواصلات في اثينا وأدت إلى نقص إمدادات الغذاء في البلد. وأطلقت الشرطة اليونانية غازاًً مسيلاً للدموع لتفرقة متظاهرين في أثينا في وقت قام فيه آلاف العمال المضربين بمسيرة إلى البرلمان للاحتجاج على اجراءات التقشف. وأطلقت شرطة مكافحة الشغب بضع طلقات للغاز المسيل للدموع خلال اشتباكات بسيطة مع ملثمين يقذفون الحجارة والزجاجات. وتشهد اليونان اضرابات واحتجاجات كانت تنتهي غالباً بأعمال وعنف وتشهد سقوط قتلى في بعض الاحيان منذ بدأت الحكومة تنفيذ برنامج التقشف في 2010 للتخلص من الديون. وبعد ست سنوات من الركود وثلاث سنوات من التقشف ارتفع معدل البطالة ثلاثة أضعاف الى 27 في المئة. وتجاوزت البطالة بين الشبان 60 في المئة.