ليس عيباً أن تُهزم بشرف وتخرج رافعاً رأسك بعد أن قدمت ما لديك داخل الملعب، وليس عيباً أن تهبط إلى دوري الدرجة الأولى «ركاء»، بعد أن فعلت ما بوسعك للبقاء من دون جدوى، وليس عيباً أن تكون نتائجك في حدود إمكاناتك وقدراتك ومواهبك، ولكن العيب كل العيب أن تكون بلا أخلاق وبلا مبادئ وبلا قيم! العيب في أن تتلقى الهزيمة داخل المستطيل الأخضر، فتركل وترفس وتشتم الخصم خارجه! والعيب في أن تهبط إلى الدرجة الأولى عقاباً على سلوك أو رشوة أو تزوير أو تأخير! والعيب في أن تكون متواضع النتائج والإمكانات، وتفتقر فوق ذلك للروح الرياضية ومبادئ الشرف. مع الوحدة شهد جمهوره الصابر والمحتسب أربع وقائع تاريخية تتعلق بالأخلاق أحزنته أكثر من تواضع النتائج وهبوط المستوى، وأثرت في ذاكرته أكثر من الهبوط إلى مصاف فرق «الأولى»، الواقعة الأولى كانت في فترة رئاسة الدكتور هاشم حريري عام 1995 وحينها كان الوحدة في المركز ال 11 ويلعب المباراة الأخيرة مع الاتحاد خامس الدوري آنذاك، ولم تكن تلك المباراة تهم الاتحاديين، ولكنها كانت مصيرية للوحدة وفاز الاتحاد بخمسة أهداف، وثأر من الوحدة الذي حرمه من «المربع الذهبي» في موسم سابق، والهزيمة تلك تسببت في هبوط الوحدة، وهنا لا يكمن العيب، ولكن العيب جاء بعد المباراة من اللاعب عبدالله خوقير الذي اتجه لحارس مرماه ليضربه ويركله ظناً منه أنه تساهل مع مهاجمي الاتحاد، وكذلك اللاعب ياسر سروجي الذي أخذ يضرب المدرب وبعض اللاعبين بالكراسي. وهبط الوحدة وذهبت الأخلاق والروح الرياضية أدراج الرياح. الواقعة الثانية، جاءت في عهد الرئيس السابق جمال تونسي عندما تفجرت قضية «رشوة» حارس مرمى فريق نجران آنذاك، وتم التكتيم على القضية على رغم وجود بعض التسجيلات والشهود والقرائن، ثم جاءت الواقعة الثالثة في العام ذاته باتفاق بعض إداريي الوحدة مع التعاون على تأخير المباراة، وكان القرار الشهير الذي جاء بخصم نقاط من فريق الوحدة واعتماد هبوطه إلى «الأولى». ومرة أخرى ذهب الوحدة وذهبت الأخلاق في خبر كان. الواقعة الرابعة، جاءت في عهد الرئيس الحالي علي داود الذي سجل فريق الوحدة في عهده أسوأ مستوى وأقل أداءً في المركز الأخير، وتوجت هذه النتائج المتدنية والمستوى الهابط ب«فضيحة أخلاقية» تمثلت في تورط مدير الاحتراف في النادي عبدالعزيز دبلول في قضية «تزوير»، وصدر قرار من الاتحاد السعودي بشطبه وإبعاده عن النادي، وكان لا بد في رأيي من إبعاد مجلس الإدارة كاملاً لمسؤوليته غير المباشرة عن الواقعة. ومرة أخرى يهبط الوحدة بقليل من النقاط وقليل جداً من الأخلاق، والمدرج الوحداوي لا يملك سوى أن يردد بيت أمير الشعراء الخالد أحمد شوقي: «إنْمَا الأُمَمُ الأخلاق مَا بَقيتْ فإنْ هُمُ ذهبتْ أخْلاقُهُمْ ذهبُوا». [email protected] hishmkaaki@