تصف الكاتبة جيرالدين بروكس التحولات والتنقل بين الأديان لديها (انتقالها إلى اليهودية) ولدى صديقتها جانيت (التي انتقلت إلى الإسلام الشيعي)، في قالب قصصي حواري، وتتذكر التفاصيل الخاصة بتلك التحولات قائلة: «اعتنقت جانيت الإسلام لأن زوجها أراد أن يربي أولاده كمسلمين، ولأنها آمنت بأن اعتناق دين واحد سيجعل بيتها أكثر انسجاماً، وقد نظرت إلى اعتنقاها الإسلام بطريقة واقعية: «فالله الإسلامي والمسيحي هو نفسه أليس كذلك؟ إن تقرئي القرآن تجدي فيه ماري ويسوع - لا يختلف الأمر إلا بأسمائهما مريم وعيسى». كان اعتناق جانيت للإسلام مسألة بسيطة، ففي غرفتها في كنساس، وبحضور شاهدين أعلنت إسلامها، وهي ترديد شهادة: «لا إله إلا الله محمد رسول الله». ولأن زوجها شيعي فقد أضافت أيضاً الجملة الاختيارية: «علي صفي الله»، وما إن قالت الصيغة البسيطة هذه حتى أصبحت مسلمة. وكي تكون مسلمة صالحة كان عليها أيضاً أن تعيش وفق أركان الإسلام الأربعة الأخرى، الصلاة خمس مرات في اليوم، صيام رمضان، إعطاء الزكاة للفقراء التي غالباً ما تكون اثنين في المئة من كل ثروة المرء وليس من مجرد دخله كل عام، والحج إلى مكة مرة واحدة في العمر إن استطاعت ذلك. أما في ما يتعلق بعلاقة الكاتبة بروكس مع دينها فتتحدث باستفاضة قائلة: «أثار قرار جانيت اهتمامي، ففي صبيحة أحد أيام شتاء عام 1984 قمت بأمر مماثل، ذهبت إلى غرفة شديدة الرطوبة في ضاحية كليفلاند، نزلت لجسدي في حوض من القرميد مليء بماء المطر، وأخرجته وأنا ألفظ الكلمات التالية: «اسمع، يا إسرائيل يا ربنا، يا إلهنا، الرب واحد»، لاحقاً أقمت الشعائر مع حَبْري وعريسي على حساء فطير الذرة والبطاطا في كنيس يهودي مجاور». وتصف انتقالها إلى الدين اليهودي قائلة: «كان ارتدادي الديني له صلة بالتاريخ أكثر من صلته بالدين، فلو أردت أن أتزوج من يهودي فالأمر يبدو أنني أرمي بنصيبي ضمن مصير شعبه المهدد دائماً. لم أكن حينها أعلم أنني سأمضي الجزء الأعظم من العقد المقبل في الشرق الأوسط، الأمر الذي جعلني وأنا إلى جانب زوجي عدوة للكثيرين ممن عشت بينهم بشكل أوتوماتيكي». لكنها ترى أن انتقالها إلى الدين اليهودي الذي هو دين زوجها لم يكن سوى انتقال شكلاني، بعكس انتقال صديقتها إلى دين الإسلام، الذي كان جوهرياً، تقول: «أما كوني يهودية فقد ظل أمراً مجرداً، حدد نوع العرس، ولم يعد يعني سوى وليمة عائلية في عيد الفصح كل عام وصوم يوم كبور، وبعض الحرج في أعياد الميلاد، ويافطة غالباً لم تكن ملائمة تقضي بأن عليّ أن أكتبها على طلبات التأشيرة حين أزور بلدان الشرق الأوسط. لكن الدين بالنسبة إلى جانيت شكّل روتين حياتها اليومي». وتتابع: «جانيت أيضاً أرادت أن تكون إلى جانب زوجها، لكن جنسيتها في إيران أواخر السبعينات كانت عقبة لم يستطع دينها الجديد أن يتغلب عليها كليةً. «لم يكن ذلك الوقت جميلاً لعروس مضطربة من كنساس، لكي تقيم في بيت في طهران». وتستطرد: «اضطرت جانيت أن تجلس في الاجتماعات العائلية وتستمع إلى تشهير أقارب محمد ببلادها. وإذ تطورت لغتها الفارسية بدأت تتحداهم، كانوا يقولون: «يا جانيت نحن نحب الشعب الأمريكي وما نكرهه هو الحكومة فقط»، فكانت تقول: «حسناً الحكومة في بلادي هي الشعب». وتضيف: «وجدت جانيت نفسها وبشكل تدريجي تحب الكثير من مظاهر الحياة الإيرانية. وجدت أن الإيرانيين جادوا بحبهم للأميركيين القلائل الذين بقوا بينهم. بل وبعض الإيرانيين يحتفظون بذكريات طيبة لمدرسين وفنيين أميركيين قدّموا العون لبلادهم، في حين أن أولئك الذين نظروا إلى الأميركيين بوصفهم مستغلين، كانوا يشعرون أن جانيت، انضمت إلى الصف الإيراني، وبدلاً من أن يحيّوها بعدائية وجدت نفسها موضع ترحيب في كل مكان، كانت تعطى الدور الأول في أرتال مشتري المواد الغذائية، تعطى أفضل اللحوم، وتقدم لها المساعدة بكل طريقة ممكنة. قالت: «عاملوني هنا كأنني ملكة».