أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون أمس أنه يريد أن تساهم شركات بريطانية في تطوير مدن ومناطق جديدة في الهند على طول «ممر التنمية» بين مدينتي مومباي وبنغالور ويمتد لمسافة ألف كيلومتر ويشمل مشاريع تصل قيمتها إلى 25 بليون دولار. وفي مستهل زيارة تستمر ثلاثة أيام للهند يصحبه خلالها اكبر وفد تجاري يرافق رئيس وزراء بريطانيا في رحلة خارجية، ابدى كامرون رغبته في أن تعمل شركات بريطانية مع حكومتي الهند وبريطانيا لتطوير تسع مناطق تربط بين مومباي، العاصمة المالية للهند، وبنغالور، المركز التكنولوجي بالبلاد. وأضاف أمام رجال أعمال وعمال في شركة «هندوستان يونيليفر ليمتد»: «معي مهندسون ومخططون وخبراء ماليون يمكنهم وضع حلول شاملة». وتابع ان ممر التنمية «سيطلق قدرات الهند على طول ألف كيلومتر من مومباي إلى بنغالور ويغير اسلوب الحياة ويضع الشركات البريطانية في موضع متميز للحصول على صفقات تجارية مهمة». وطالب الهند بفتح اسواقها للسماح باستثمار اجنبي مباشر في القطاعات المغلقة حتى الآن. وقال مكتب كامرون إن التوقعات تشير إلى ان الممر سيسجل 5.8 في المئة من معدل نمو السكان في الهند ويساهم بنسبة 11.8 في المئة من معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي في البلاد بحلول عام 2020. وتضم المرحلة الأولى من المشروعات استثمارات في البنية التحتية مثل شبكات النقل والاتصالات وتوليد الكهرباء، وفي مرحلة لاحقة يركز المشروع على البنية التحتية لأغراض اجتماعية مثل التعليم والرعاية الاجتماعية. وعملت الهند على تشييد ممرات تنمية ضخمة للإسراع بوتيرة تطوير الصناعة التحويلية والتي تخلفت عن صناعة تكنولوجيا المعلومات والخدمات. ووصل كامرون الى الهند في محاولة لكسب استثمارات جديدة في مواجهة منافسة عالمية شرسة في وقت تحيط به فضيحة في صفقة طائرات هليكوبتر انكليزية - ايطالية. وتأتي ثاني زيارة لكامرون للهند كرئيس للوزراء بعد ايام من جولة تجارية مماثلة قام بها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تأكيد لكيفية تنافس اوروبا التي تعاني من الديون للاستفادة من واحدة من اسرع اقتصادات نمواً في العالم. ويصطحب كامرون وفداً يضم اربعة وزراء وتسعة نواب وممثلين لأكثر من 100 شركة وهيئة ثقافية وتعليمية. توقيت غير مثالي لكن توقيت زيارة كامرون ليس مثالياً. فالهند أعلنت الجمعة انها تريد الغاء صفقة قيمتها 750 مليون دولار لشراء 12 طائرة هليكوبتر تصنعها شركة «اغوستا وست لاند» وهي الفرع الانكلو - ايطالي لشركة «فنميكانيكا» الايطالية بسبب اتهامات بالرشوة. ولن يجعل هذا مهمة كامرون بإقناع الهند بشراء مزيد من العتاد المدني والعسكري ايسر، وأبلغ مسؤولون هنود الصحافة المحلية انهم يعتزمون الضغط على كامرون من اجل تقديم «تقرير كامل» في شأن ما تعرفه بريطانيا عن هذه الفضيحة. وأكدت بريطانيا انها تريد الانتظار حتى انتهاء التحقيق الايطالي قبل ان تعلق في شكل كامل ولكنها قدمت للهند تقريراً مبدئياً في شأن هذا الموضوع.