يستعد قطاع البناء السعودي لمرحلة إيجابية جديدة من خلال عشرات المشاريع السكنية الحكومية، إضافة إلى مشاريع عمرانية كبرى. وشدد التقرير الأسبوعي لشركة «المزايا القابضة» على أهمية تمويل هذه العقارات سواء من الحكومة عبر المنح أو القروض العقارية الميسرة أو من جهات التمويل الأخرى مثل المصارف والمؤسسات التمويلية. ولاحظ التقرير أن «شح الأراضي ما زال يعيق عدداً من المشاريع في الرياض ومدن أخرى، إلا أن مشاريع الحكومة الإسكانية ستخفف الاحتقان في الأسواق العقارية وتؤمّن وحدات سكنية للسعوديين الذين يسكن معظمهم في وحدات عقارية مستأجرة، كما أظهرت دراسات سابقة حول سوق العقارات». ورصد التقرير عدداً من المشاريع التي أعلنت عنها الحكومة، إذ تعتزم وزارة الإسكان إرساء إنشاء 49 ألف وحدة سكنية على شركات ومؤسسات لبدء تنفيذ المشروع في 120 موقعاً، فيما لا يزال حوالى 116 ألف وحدة سكنية قيد التصميم، وستساهم هذه الوحدات عند إنجازها في حل أزمة السكن وانخفاض أسعار الإيجارات وأسعار الأراضي والعقارات. ومن أبرز المشاريع مشروع وجه به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويقضي ببناء نصف مليون وحدة سكنية. وكشفت وزارة الإسكان أنها باشرت بناء 200 ألف وحدة سكنية في مناطق عدة، منها الرياضومكةالمكرمةوالمدينةالمنورة والمنطقة الشرقية وغيرها، من خلال ثلاث مراحل، تشمل الأولى 17 ألف وحدة والثانية 67 ألف وحدة انتهى تصميمها وتخطيطها وهي في إجراءات الطرح، أما المرحلة الثالثة فتشمل 116 ألف وحدة ما زالت مع المكاتب الهندسية وهي قيد التصميم تمهيداً لطرحها. وأعلنت اللجنة العقارية في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة أن قيمة الصفقات العقارية التي أبرمت العام الماضي في مكةالمكرمة بلغت حوالى 200 بليون ريال (53.33 بليون دولار)، ويُتوقع أن تصل قيمتها هذه السنة إلى 250 بليوناً بعد استملاك آلاف المنازل لتنفيذ عدد من المشاريع المهمة في مكةالمكرمة، ومنها الطرق الدائرية ومشروع قطار الحرمين الشريفين وتطوير الأحياء العشوائية. وكانت غرفة مكةالمكرمة قدرت حجم المبالغ المتوقع ضخها في القطاع الاستثماري العقاري في المدينة خلال العام الماضي بحوالى 200 بليون ريال. البنية التحتية وبيّن تقرير «المزايا» أن التوسع الكبير في العمران والتطوير، يشكل ضغطاً كبيراً على الشبكة الكهربائية والأحمال الكهربائية، لذلك أعلِن عن مشاريع ضخمة في قطاع الكهرباء إذ اعتمدت «الشركة السعودية للكهرباء» في موازنتها الجديدة 60 بليون ريال لمشاريع البنية التحتية. وستعمل الشركة على تأمين الكهرباء للمشاريع الجديدة إلى جانب تأمينها للمواطنين. وأكدت الشركة أن المشاريع الكهربائية هي استمرار للمنظومة المتكاملة للشركة في مقابل النمو السكاني المضطرد ومشاريع أخرى. وكانت الشركة أمنت الكهرباء ل420 ألف وحدة سكنية وتجارية العام الماضي، وتتوقع تأمينها ل430 ألف وحدة سكنية أخرى هذه السنة. وكانت الحكومة أكدت أن معدل الطلب السنوي على الطاقة يتجاوز المعدلات العالمية، وأن كفاءة استهلاك الطاقة متدنية مقارنة بالمعايير العالمية، إذ إن التكييف في ذروة الصيف يستهلك 80 في المئة من الطاقة المنتجة اليومية. يُذكر أن السعودية تُعد لبرنامج وطني شامل لترشيد ورفع كفاءة استخدام الطاقة وتنفيذ سلسلة من البرامج التوعوية، منها حملة تستهدف 50 في المئة من طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية وتقديم خدمات تدقيق الطاقة بهدف التعرف إلى فرص رفع كفاءة استهلاك الطاقة في المباني والمصانع والمنشآت.