أصبحت روسيا في المنطقة جزءاً من المشكلة بدلاً من أن تكون جزءاً من الحل، لم تكتف روسيا بموقفها المتصلب من الأزمة السورية، أصرت موسكو على وضع الرئيس بشار الأسد في كفة وحده، والشعب السوري وسورية في الكفة الأخرى. وعلى رغم كل شلالات الدم والخراب الذي أصاب سورية والسوريين، ما زالت حكومة بوتين تسلّح النظام، متعذرة باتفاقات سابقة، وكأن الالتزام بالاتفاقات مقدم على حماية أرواح الشعب السوري، الذي تدعي الحرص عليه، موسكو تجاوزت هذا إلى موقف آخر شبيه ومتطابق هذه المرة في اليمن. كانت حكومة الرئيس عبدربه هادي طالبت مجلس الأمن بمساعدة اليمن في التحقيق بشأن ضبط سلطاتها سفينة تحمل شحنة أسلحة إيرانية مرسلة لبعض أطراف الصراع في اليمن، إلا أن روسيا عرقلت هذا الطلب! ليست في هذه العرقلة سوى حماية للحكومة الإيرانية من فضيحة عالمية محتملة جراء هذا التدخل السافر في الشأن اليمني. وإذا كانت روسيا حذرة من «الفصل السابع»، يجب عليها إيقاف حليفتها إيران من شحن الأسلحة، وزعزعة الاستقرار اليمني، مثلما يجب عليها إيقاف الطائرات التي ما زالت ترسلها إلى نظام دمشق، ليقصف بها الشعب السوري الأعزل. هل أصبحت روسيا حامية الديكتاتوريات في العالم؟ يبدو ذلك. كان الرئيس اليمني عبدربه هادي طالب إيران علانية بالتوقف عن شحن أسلحة إلى بلاده، نفت إيران هذا الأمر، فكان أن بث التلفزيون اليمني صوراً للسفينة الإيرانية وشحنة الأسلحة، التدخل الإيراني في اليمن غير جديد، لكنه كان متستراً عليه، ويخبر مسؤول يمني أن الأمر يتجاوز دعم الحوثيين إلى استباحة السواحل اليمنية الطويلة مع ضعف الدولة وجيشها. العرقلة الروسية طاولت أيضاً تحذيراً واضحاً كان مقترحاً قُدم من بريطانيا لمجلس الأمن، ونشرت «الحياة» نصاً له أمس. التحذير موجه ضد تدخلات كل من علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض لعرقلة جهود الرئيس عبدربه هادي. في جانب آخر، هناك موقف خليجي مطلوب للوقوف مع اليمن الجديد ضد إيران وضد تحركات علي عبدالله صالح، بما فيه رفع غطاء الحصانة الذي وفرته له المبادرة الخليجية، ليخرج اليمن إلى بر الأمان من فترة حرجة كلما طالت أدت إلى مزيد من التدهور على حساب الإنسان اليمني. www.asuwayed.com @asuwayed