في وقت كان حلفاء الرئيس المصري محمد مرسي يناصرونه بتظاهرات أمام جامعة القاهرة تحت شعار «معاً ضد العنف» رُفعت فيها صور الزعيم السابق لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، تفجرت اشتباكات بين معارضيه وقوات الأمن أمام قصر القبة الرئاسي الذي نقل إليه مرسي نشاطه بعدما تكررت الاشتباكات بين قوات الشرطة وحشود المعارضة أمام قصر الاتحادية. واندلعت اشتباكات بين الأمن والمتظاهرين في الإسكندرية بعد تشييع شاب لفظ أنفاسه في سجن برج العرب أُفيد بأنه قضى متأثراً بإصابته بأمراض في القلب، بعدما أوقفته الشرطة اثر اشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي بين الأمن والمتظاهرين. ووقعت مواجهات عنيفة في مدينتي المحلة وطنطا في محافظة الغربية بين أنصار مرسي ومعارضيه من جهة وبين المتظاهرين والأمن من جهة أخرى. وأمام انسداد أفق الحلول السياسية، تظاهرت قوى المعارضة للمرة الأولى منذ تولي مرسي الحكم أمام مقر وزارة الدفاع في حي كوبري القبة للمطالبة بمحاكمة قادة المجلس العسكري السابق، وهتف متظاهرون ضد رئيس المجلس العسكري السابق المشير حسين طنطاوي ونائبه الفريق سامي عنان، وأطلقوا ألعاباً نارية في محيط الوزراة الذي خلا من قوات تأمين. وتجمعت حشود أخرى أمام قصر القبة الرئاسي، وهتفت ضد مرسي وجماعته «الإخوان المسلمين»، وعلقوا «مشنقة» رمزية على بوابة القصر التي اصطفت قوات الحرس الجمهوري خلفها، ونصبت سوراً حديدياً أمامها. ورشق متظاهرون القصر بالحجارة وزجاجات حارقة، فردت قوات الأمن من داخله بفتح خراطيم المياه في محاولة لتفريقهم، وشوهدت النيران تشتعل في «كشك» الحراسة الرئيس أمام بوابة القصر. وازدادت حدة المواجهات مساء، فأطلقت قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين ودارت مواجهات في الشوارع المحيطة. في المقابل، تظاهر حلفاء مرسي من أنصار جماعة «الإخوان» و «الجماعة الإسلامية» في ميدان نهضة مصر أمام جامعة القاهرة، وكالوا الاتهامات للمعارضة، مطالبين السلطة ب «الحزم في التعامل» مع قادتها الذين حملوهم مسؤولية العنف في الشارع، وتوعدوهم ب «ثورة إسلامية» إن أصروا على إسقاط مرسي. وحشدت «الجماعة الإسلامية» أنصارها من المحافظات للتظاهر في القاهرة وأقلتهم باصات كبيرة اصطفت في شوارع مجاورة. وانتشرت أعلام «الجماعة الإسلامية» وحزبها «البناء والتنمية» وصور بن لادن و»أمير» الجماعة عمر عبدالرحمن المسجون في الولاياتالمتحدة بتهمة الإرهاب، وبثت المنصة الرئيسة خطبه وأناشيد حماسية. وانتقد المتحدثون «جبهة الإنقاذ الوطني» المعارضة وحملوها مسؤولية العنف في الشارع، مطالبين السلطة بالتصدي بحزم لهذه الممارسات. وظهر أن الإسلاميين أرادوا تخفيف الضغط على الرئيس وعدم ترك الساحة للمعارضة، تمهيداً للمضي قدماً في خطة إجراء الانتخابات البرلمانية التي ترهن المعارضة خوضها بتشكيل حكومة جديدة، فيما كثف حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية ل «الإخوان»، استعداده للاستحقاق الانتخابي. وقال أمينه العام حسين إبراهيم خلال المؤتمر السنوي للحزب أمس إنه سيتم إعلان قوائم مرشحي الحزب لمجلس النواب خلال أيام.