أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن واشنطن «متفائلة بإمكانية إيجاد أرضية مشتركة مع روسيا» في شأن الملف السوري. واعتبر بعد لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أن الولاياتالمتحدة «تركز على تغيير حسابات الرئيس السوري بشار الأسد»، لكنه لم يعط اي تفاصيل عملية حول الاتصالات مع الروس. وقال كيري إن سياسة الرئيس باراك أوباما حيال سورية تنطلق «من تفضيله الحل السياسي عبر التفاوض، بما يؤدي إلى رحيل الأسد»، وإن أوباما «يعتقد أن هذا سيحصل». ورفض كيري الدخول في جدول زمني يتناول رحيل الأسد، وقال إن «مسار الأمور على الأرض سيؤدي في نقطة ما إلى هذا الأمر، وهو حتمي». وأشار الى أن الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن الذي تحدث معه أمس يشاركه هذه المقاربة. ورأى كيري أن الأسد لم يصل إلى هذه النقطة بعد، وبالتالي «هناك حاجة ليعيد حساباته... وما يمكن أن نفعل لتغيير هذه الحسابات». وأثنى كيري على مبادرة رئيس الائتلاف الوطني معاذ الخطيب كأحد الحلول التفاوضية والسعي إلى تفادي انهيار الدولة. وقال: «أنا أبقى متفائلاً بأنه قد تكون هناك معادلة لتجد روسياوالولاياتالمتحدة أرضية مشتركة في هذا الأمر»، ورحب بزيارة الملك عبداالله الثاني إلى روسيا في هذا الصدد. وشدد على أن على العالم أن يقنع الأسد بالتنحي عبر حل تفاوضي مع المعارضة، قائلاً إن في وسع روسيا أن تلعب دوراً أساسياً في وضع حد للنزاع في هذا البلد. وفي وقت يترصد المراقبون (ا ف ب) أي تعديل في سياسة الرئيس باراك أوباما حيال سورية، ألمح كيري إلى تحركات في الكواليس لمحاولة قطع آخر الإمدادات الحيوية عن نظام الاسد. لكنه أكد بشكل واضح أن على الأسد التخلي عن أي أمل في الخروج من الأزمة منتصراً، وتقبُّل «حتمية» رحيله. وقال إن «الحكومة (الأميركية) تفضل حلاً سياسياً، وحلاً تفاوضياً ينتج عنه رحيل الرئيس الأسد. ودعت واشنطن بشكل متزايد في الشهور الأخيرة روسيا، لوقف دعمها له، واتهمت ايران بإمداده بالأموال والمعدات والعناصر. وعلى رغم الجهود التي بذلتها الولاياتالمتحدة للحض على قيام معارضة سياسية موحدة وقابلة للاستمرار في مواجهة الأسد، إلا أنها امتنعت عن تقديم أسلحة إلى مقاتلي المعارضة، بسبب مخاوف من تسليح «منطقة حرب» غير واضحة المعالم تشهد صعود حركات جهادية. وفشلت حتى الآن مبادرات ديبلوماسية عدة قام بها الموفد الدولي كوفي انان ثم خلفه الأخضر الإبراهيمي في وضع حد للنزاع المستمر منذ 23 شهراً، الذي أوقع حتى الآن حوالى سبعين ألف قتيل وفق أرقام الأممالمتحدة. وبعدما أعلن أوباما قبل عام أن أيام الأسد باتت معدودة، بالكاد أتى على ذكر سورية في خطابه حول حالة الاتحاد الثلثاء، متعهداً فقط ب «ابقاء الضغط على النظام السوري الذي يقتل شعبه». ومن المتوقع أن تتصدر المسالة السورية المحادثات التي سيجريها كيري في وزارة الخارجية مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون. وكشف أن زيارته الأولى إلى الخارج المتوقعة في الأسابيع المقبلة ستركز على الشرق الأوسط وعلى جمع وجهات النظر حول سورية، ملمحاً إلى أن الولاياتالمتحدة والأردن قد يقومان بخطوات جديدة لحض روسيا على الضغط على الأسد من أجل التنحي. من جهته، قال جودة إن «الوضع الحالي لا يحتمل»، مشيراً إلى وجود «توافق عام على (وجوب إيجاد) خطاب سياسي». وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التقى للمرة الأولى رئيس الائتلاف السوري المعارض احمد معاذ الخطيب في وقت سابق هذا الشهر في ميونيخ، واعلنت موسكو أنها تعتزم الإبقاء على اتصالات بانتظام. كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الاربعاء أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ومعاذ الخطيب سيقومان بزيارتين منفصلتين إلى موسكو خلال الأسابيع المقبلة لإجراء محادثات. وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، أنه «ليس سراً على الدول التي عملت على تشديد الضغط على الأسد أنه يعيش في عالم من الأوهام في شأن البقاء في السلطة». واضافت أنه طالما أن روسيا تواصل إمداد النظام السوري بالسلاح والمال، «فانهم سيشعرون بالارتياح لوضعهم». لكنها شددت في المقابل على أن العقوبات التي تفرضها دول أخرى على دمشق نجحت في الضغط على النظام، موضحة أنهم «أنفقوا اكثر من نصف احتياطي البلاد من الذهب لأنه لم يعد بوسعهم القيام بالتجارة والحفاظ على مصادر العملات الصعبة».