واشنطن، دمشق، بيروت، موسكو - «الحياة» - ا ف ب، رويترز - ينتظر ان تناقش الهيئة السياسية ل «الائتلاف الوطني» السوري في اجتماعها اليوم في القاهرة مبادرة رئيس «الائتلاف» احمد معاذ الخطيب ومسألة تشكيل حكومة انتقالية. وكانت مناقشة تشكيل الحكومة تأجلت في الاجتماع السابق، في ظل مواقف متحفظة تطالب بتوفير الظروف المادية والدعم السياسي اللازم قبل اعلانها. من جهة اخرى اكدت موسكو انها مستمرة في تزويد سورية بالسلاح وخصوصاً انظمة الدفاع الجوي. وقال مدير الوكالة الروسية العامة لتصدير لاسلحة «روسوبورون اكسبورت» اناتولي ايساكين ان موسكو تواصل الوفاء بعقودها لتسليم معدات عسكرية، ونفى تزويد دمشق بمقاتلات «ميغ 29-ام». واكد ان بين البلدين اتفاقا لتسليم مقاتلات تدريبية من طراز «ياك -130». وصدرت روسيا أسلحة بلغت قيمتها نحو بليون دولار لسورية العام 2011. وتتهم المعارضة السورية ايران بتمويل صفقات السلاح الروسي. واكد «المجلس الوطني» السوري ان اسلحة هجومية روسية وصلت الى النظام. وقال عضو المكتب التنفيذي في المجلس احمد رمضان ل «الحياة» أن لدى المجلس معلومات موثوق بها في شأن شحنات من السلاح الروسي تصل الى النظام تباعاً كل أسبوع الى عشرة أيام، وتضم ما بين 1200 الى 1400 طن، وتشمل طائرات مروحية وطائرات «سوخوي» مقاتلة يتم تجميعها داخل سورية، وهي تنقل داخل حاويات كقطع حتى لا تلفت الانتباه ثم يتم تجميع الطائرات داخل سورية بمساعدة خبراء روس وايرانيين. واكد ان «التغطية المالية للاسلحة الروسية تمول من قبل ايران». كما أكد وصول دبابات من طراز «تي 72» و»تي 82» معدلة من جنوب افريقيا. وطالب حكومة جنوب افريقيا بعدم تصدير أي نوع من السلاح للنظام السوري، كما طالب القيادة المصرية بعدم السماح بعبور سفن الشحن الروسية التي تحمل أسلحة وذخائر للنظام في سورية. وقال ان المعارضة السورية تعتبر أي سفينة روسية أو ايرانية تدخل المياه الاقليمية هدفا مشروعا للثوار السوريين «الذين ستعاملون معها كأهداف معادية». واعلنت وزارة الخارجية الروسية امس ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ورئيس «الائتلاف» معاذ الخطيب سيقومان بزيارتين منفصلتين الى موسكو خلال الاسابيع المقبلة. وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف ان المعلم سيزور روسيا في نهاية الشهر الجاري بينما سيزورها الخطيب خلال الاسبوعين او الثلاثة المقبلة. واضاف انه لم يتم بعد الاتفاق على التواريخ النهائية للزيارتين. واعلن «الائتلاف» امس عن تسلم اول سفارة سورية في الخارج في احدى الدول التي اعترفت به ممثلاً شرعياً للشعب السوري. فقد قررت حكومة قطر تسليم مبنى السفارة السورية في الدوحة الى نزار الحراكي الذي عينه «الائتلاف» سفيرا في الدوحة. وستمنح للحراكي واثنين من موظفي السفارة الصفة الديبلوماسية، كما سيرفع فوق مقر السفارة العلم الذي تعتمده الثورة السورية. واعتبر «الائتلاف» قرار قطر «على درجة كبيرة من الاهمية». وكشف عضو الهيئة السياسية ل «الإئتلاف الوطني» هيثم المالح ل»الحياة» عن جدول أعمال اجتماع الهيئة اليوم في مقر «الإئتلاف» في ضاحية التجمع الخامس (شرق القاهرة). وأشار إلى أن هذا الاجتماع سيعقد برئاسة الخطيب ويشارك فيه نوابه الستة والأمين العام ل «الائتلاف». وستتم مناقشة الأفكار التي تتعلق بحل الأزمة السورية، ومن ثم تجري صياغتها وعرضها في تقرير مفصل على اجتماع الهيئة العامة المقرر يوم الاربعاء المقبل في 20 شباط (فبراير) الجاري في القاهرة لاتخاذ ما تراه الهيئة مناسبا بشأن التحرك في المرحلة المقبلة. وعلى الصعيد الميداني ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان مقاتلي المعارضة «من جبهة النصرة ولواء التوحيد وكتيبة المهاجرين وعدة كتائب اخرى» سيطروا في شكل شبه كامل على مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له. كما تستمر المعارك في محيط مطار منغ في ريف حلب. وفي نيويورك، قال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركي ل «الحياة» إنه «غير مطلع على أي اجتماع مقرر» في موسكو بين الخطيب والمعلم لاحقاً الشهر الحالي، مشيراً الى «اقتناع عام بدا واضحاً خلال الغداء الشهري بين أعضاء مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون (اول من) أمس بضرورة جلوس الطرفين في سورية حول طاولة المفاوضات». واعتبر ان تعيين الحكومة السورية وزيراً للمصالحة الوطنية «هو أمر إيجابي» وأن «على الطرفين الجلوس معاً والتفاوض بغض النظر عن كل النصوص المتداولة لأن نتيجة المفاوضات يمكن أن تتجاوز كل النصوص والبيانات». وسخر تشوركين من تسليم قطر السفارة السورية في الدوحة لممثل عن المعارضة السورية، معتبراً أن هذه الخطوة هي «اعتراف بممثل افتراضي لدولة افتراضية، وهي لا تغير في الواقع شيئاً». كما نفت مصادر قيادية في «الائتلاف» عقد لقاء بين الخطيب والمعلم في موسكو مشيرة الى أن «وثيقة ستصدر عن الائتلاف الوطني السوري اليوم (الخميس) وستناقش على مستوى المعارضة السورية وسيتخذ قرار في شأن الخطوة التالية لمبادرة الخطيب بناء على حصيلة النقاش». وفي واشنطن، أكد وزير الخارجية الأميركية جون كيري أن بلاده «متفائلة بمساعدة روسيا في التفاوض حول سورية». واعتبر، بعد لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، أن الولاياتالمتحدة «تركز على تغيير حسابات الرئيس السوري بشار الأسد» من دون اعطاء تفاصيل عملية حول ذلك. وأضاف كيري أن سياسة الرئيس باراك أوباما حيال سورية تنطلق «من تفضيله الحل السياسي، عبر التفاوض، انما بما يؤدي الى رحيل الأسد».