يقع جبل «سلع» ذو التاريخ الإسلامي العتيق غرب المسجد النبوي الشريف على بعد 500 متر، إذ شهد جبل «سلع» غزوة الخندق التي انتصر فيها المسلمون، عند استخدامهم لهذا الجبل كدرع يحمي الجيش الإسلامي من الجهة الشرقية، ليتولى من الجهة الأمامية لساحة المعركة، إلا أن هذا الجبل يعاني في حاضره كثيراً من عدم الاهتمام بنشر تاريخه، أو حتى تنفيذ زيارات مدرسية لهذا الجبل حتى يتعرف جيل النشء على تاريخ الجبل الإسلامي. ويتكون جبل «سلع» من الصخور «البازلتية» ذات اللون البني الداكن مائلاً إلى السواد في بعض مناطقه، ممتداً من شمال المدينةالمنورة إلى جنوبها لمسافة تقارب الألف متر، وتحتضن مباني المدينة هذا الجبل من جهاته الأربع، وكأنها تلتمس منه دفء ما يحمله من أحداث تاريخية عظيمة معروفة في التاريخ الإسلامي. وفي عام 1358 ه عثر على نقش نادر يقع في جنوب الجبل يعود تاريخه إلى الخامس من الهجرة، إذ يعتبر هذا النقش أقدم خط عربي عثر عليه حتى الآن بحسب «الآثاريين». وقال عبدالله العنزي أحد السكان المجاورين لجبل سلع ل «الحياة»: «إنه تعلم من والده الكثير عن هذا الجبل ومكانته في الإسلام ودوره الفعال في غزوة الخندق، لذلك أنا من الأشخاص الدائمين على زيارة هذا الجبل بحكم مكانته التاريخية وقربه للمنزل الذي أعيش فيه». وتساءل عن عدم وجود رحلات مدرسية لمثل هذه المواقع الأثرية، مشيراً إلى عدم وجود طلاب حول الجبل لمشاهدته على الطبيعة، على عكس المعتمرين الذين يتواجدون ويلتقطون الصور التذكارية لهذ الجبل، لافتاً إلى وجود مخالفات من بعض الحجاج تتعلق باعتقادهم بأن حجر الجبل وترابه يحويان «بركة» أو جالبان للرزق وغيرهما من المعتقدات الخاطئة. وأشار العنزي الذي يدرس في المرحلة الثانوية إلى أن زيارة الطلاب لمثل هذه المناطق التاريخية تزيد من ثقافتهم ومعرفتهم بالمناطق الإسلامية، داعياً وزارة التربية والتعليم بإلزام مدارسها بتنظيم رحلات مدرسية مفيدة للطلاب من النواحي الترفيهية والثقافية والتاريخية والتعليمية.