في معرضهن الذي أقمنه لعرض مشاريع تخرجهن، اجتهدت خريجات قسم التربية الفنية في جامعة أم القرى - تخصص تصميمات مطبوعة وإعلان - في ابراز مهارتهن الفنية في تصميم الإعلانات وحملات التوعية، بما يغري للإذعان الى شعار المعرض «اعلن من مكة»، وجاءت تصميماتهن متسقة مع خصوصية البيئة والعصر، متماشية في تكوينها البصري والثقافي مع مفردات التطور الحضاري، الذي تشهده المرأة السعودية المعاصرة. افتتح المعرض وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، مساء السبت الماضي في الصالة الكبرى، في مركز الصيرفي مول في جدة، وبتنظيم من مركز تسامي للفنون البصرية. وأكد الوزير في كلمته عند الافتتاح، «أن الفتاة السعودية، مضيئة كما عهدناها خلال السنوات القليلة الماضية، واليوم بناتنا يبدعن هذا الفن المميز، ونحن نشجع مثل هذه الأعمال الجميلة والمميزة، وأسأل الله تعالى لهن التوفيق والعطاء». وشكر خوجة الخريجات ال15وهن: ابتهاج خياط، أفنان سبحي، علا فلمبان، رنا رمضان، رؤى الجفري، سارة خوندنة، لجين خوجة، وسام البرقاوي، ضي حافظ، هديل شيمي، هتون فيروزي، هدى المصموم، روزان جلال. وتعي المصممات الحديثات التخرج أن فن التصميم والجرافيكس من الفنون الحديثة، التي نتجت من استخدام الحاسب الآلي لإنتاج المطبوعات الملونة والأحادية اللون، لاستخدامها في الإعلان التجاري والتوعوي، وفي أوراق المراسلات وبطاقات العمل، إضافة الى الملصقات وشعارات الشركات والكتالوجات وفي تصميم خلفيات المواقع الإلكترونية، وتصميم أغلفة المجلات ولوحات المحال التجارية. وحفل المعرض بالعديد من الأفكار الإرشادية والجمالية في آن واحد، وتناول بعضها بث المفاهيم البنائة، مثل مشروع رنا رمضان «القرآن روح»، الذي عبّرت فيه عن الأصالة والرقي والمرونة التي يخاطب بها القرآن الإنسان. ومشروع «من لا يَرحم لا يُرحم» للمصممة لجين زياد خوجة، الحاث على إشاعة ثقافة الرفق بالنساء والرحمة بين الناس، وقدمت رحاب حسنين تصميمات بعنوان «السياحة الدينية في مكةالمكرمة» أضاءت فيها مكانة مكة الأثرية. فيما تميزت المصممة عُلا حمزة فلمبان بمشروعها لمناهضة الرسوم العبثية وتلويث الجدران، الذي أطلقت عليه «رماديات على أعيننا»، اذ تناولت النهي عن مزاولة تلك الثقافة المرفوضة، والتحريض على تحويلها الى عمل خلاق. أما التوعية الصحية فكان لها نصيب في أعمال هديل هاشم شيمي «داء السكري»، وأفنان حامد سبحي «مرض التوحد»، فيما اتجهت بعض الأعمال الى معان ثقافية عميقة، مثل مشروع تخرج وسام البرقاوي «من هنا نبدأ»، الذي يجابه المؤثرات الفكرية الهدامة، ويحذر من خطورتها على المجتمع، ويحاول لفت الانتباه الى خطورة الإرهاب الفكري، وكذلك مشروع سارة خوندنة المعنون ب«الهائمين» الذي يلقي الضوء على ظاهرة التشرد، وينبه المجتمع للوقوف دون تفشيها. واشتغلت المصممة هتون فيروزي على ظاهرة «مكافحة النشل» في الحرم الشريف، وتميزت كل من ضي حافظ بعملها «إدمان النت»، ورؤى الجفري «فن البوب آرت»، إذ قدمتا أعمالاً ناطقة في جمالية لغتها الجرافيكية. وأخيراً حاربت ابتهاج عبدالواحد خياط ظاهرة التسرب الدراسي، وكشفت في تصميماتها عن مضاره، التي قد تؤدي الى البطالة والجهل والفقر. وتأتي أهمية المعرض في تفعيل فن التصميم الجرافيكي كنوع جديد من الفنون التشكيلية، التي لها تطبيقات مباشرة ولصيقة بالحياة العملية في شتى الميادين، وفي الوقت ذاته يشكل حراكاً مهماً في ترسيخ ثقافة المعارض والتسويق لفن آخذ في النمو، ويعد المعرض الأول من نوعه الذي يتبناه مركز تسامي، وإن كانت سبقته كلية دار الحكمة في تنظيم معرض لخريجاتها في قسم التصميم والجرافيكس. وفي ختام حفلة الافتتاح، كرم الوزير الرعاة المشاركين في دعم المعرض وكذلك الفنانات المشاركات.