لم يشهد الإعلام التلفزيوني المصري في تاريخه مثل هذه الفورة التي أنتجتها ثورة 25 يناير مع تدفق كثير من الفضائيات، بما يشبه الثورة الإعلامية، بحيث لم يعد المشاهد يفرّق بين من يطلق عليهم إسم «الإعلاميين الثوار» أو إعلاميي «القائمة السوداء» لدفاعهم عن النظام السابق إبان اندلاع الثورة. «الحياة» التقت تامر أمين أحد الوجوه الإعلامية البارزة في الساحة المصرية منذ برنامج «البيت بيتك» الذي كان يبث عبر التلفزيون المصري، وواحد من الذين ظهرت أسماؤهم في «القائمة السوداء»، وذلك في حوار عن تجربته وانتقاله لتقديم برنامج «ساعة مصرية» عبر فضائية «روتانا مصرية». يقول تامر أمين: «الجميع يرتكبون أخطاء في الساحة الإعلامية المصرية، لخروجهم عن دور الإخبار إلى التحزب السياسي، فالمشهد أصبح كنظيره السياسي المحتقن، وهذا يؤدي الى مزيد من الانقسام في الشارع، لذلك، على الإعلام أن يترفع عن التوجيه السياسي وتشتيت الصفوف». ويشير الى أنه يُشفق على الإعلام الحكومي نتيجة التخبط الذي يعانيه، وفقدانه النظم الإعلامية الصحيحة. ويرى أن بإمكان التلفزيون المصري أن يتحول الى قلعة إعلامية عالمية، إذا اعتمد في نظامه فكر الإعلام الخاص، مضيفاً أن تطوير الجهاز هو مسؤولية وزير الإعلام صلاح عبدالمقصود. ويرفض أمين ربط تطوير الإعلام الحكومي بتغيير النظام «فالتغيير ليس معناه تغيير الوجوه والأسماء، بل لا بد أن يكون في السياسات والخطط المعنية بتطوير جهاز الإعلام الحكومي في مصر والوصول به إلى العالمية مثل حال بي.بي.سي». ورداً على سؤال حول إمكان انتقاله للعمل في التلفزيون الحكومي لو عُرض عليه الأمر، يقول أمين: «الوضع محرج جداً، والتلفزيون المصري هو من صنعني، وأنا مدين له بالوفاء، لكنّ الجهاد في حرب خاسرة نوع من الانتحار، ولن يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». وفي شأن الاتهامات التي طاولته بدفاعه عن النظام السابق واتهامه المتظاهرين إبان الثورة بالخيانة، يقول أمين أن لا مصلحة خاصة كانت تجمعه بنظام مبارك، متحدياً وجود فيديو له يثبت هذا الاتهام. ويوضح أنه كان أول إعلامي مصري يطلق كلمة «ثورة» في الأيام الأولى من اندلاع الاحتجاجات في مصر، ويقف دقيقة حداد على أرواح الشباب أثناء عمله في التلفزيون المصري. ويلفت إلى أنه يحاول عبر برنامجه «ساعة مصرية» الخروج من حلبة الصراع السياسي، وتقديم وجبة مختلفة للجمهور على طاولة الحوار، وترك التحليل للمشاهد الذي «له الحكم» على عمله. أمين الذي يعمل في محطة فضائية خاصة، لم ينكر الاتهامات الموجهة الى بعض القنوات الخاصة بإثارة الفوضى وتأجيج الأحداث وإثارة النفوس، مشيراً إلى أن ذلك يعود الى انعدام المهنية وطبيعة المناخ الفوضوي في مصر. ويعلّق على المشهد السياسي قائلاً: «الجميع فاشلون وخاسرون، وعلى المعارضة التراجع خطوة عندما تحتدم الأمور في ظل الظروف الحالية من أجل مصلحة البلاد». ويرى أن توحيد الصفوف والبعد عن الإثارة والمبالغة، أكثر ما يتوجب على الإعلام المصري التقيد به في الظروف الحالية الحرجة.