تتأهب الشرطة الإسرائيلية في القدسالغربية للمباراة التي ستجرى غداً بين فريق كرة القدم الإسرائيلي «بيتار أورشليم» والفريق العربي الأبرز من مدينة سخنين، بعدما احرق مجهولون الجمعة مكاتب النادي الذي يعاني من توتر مع مشجعيه الاكثر عنصرية بعد التوقيع مؤخراً مع لاعبيْن مسلميْن من الشيشان. وأعلنت الشرطة الاسرائيلية تعزيز اجراءاتها الأمنية خلال المباراة غداً، وانها ستنشر المئات من أفرادها في محيط الملعب وداخل المدرجات تحسباً لاعتداءات قد يتعرض لها الجمهور العربي. كما ستحظى الحافلة التي تقل لاعبي الفريق العربي بحراسة مشددة مع وصولها إلى مشارف القدس. وبعد أسبوعين من الاحتجاجات العنصرية لمئات من أنصار فريق «بيتار» على قرار مالك الفريق المليونير اليهودي الروسي أركادي غايدماك ضم لاعبيْن مسلميْن من الشيشان للفريق، فطِن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو لضرورة إسماع صوته ضد عنصرية هؤلاء، لكن ليس قبل أن يُقدم عدد منهم على إشعال النيران في مقر النادي، وذلك بعد ساعات من نشر وسائل الإعلام ان الشرطة والمخابرات الداخلية شرعت في رصد تحركات «النواة الصلبة» للمشجعين العنصريين والتنصت إلى هواتفهم. وقال نتانياهو في بيان أصدره إن «هذا السلوك معيب ويحظر علينا أن نسلّم بهذه العنصرية، فالشعب اليهودي الذي عانى الإقصاء والنبذ يجب أن يكون نوراً لسائر الشعوب». وكان المئات من أنصار الفريق احتجوا قبل أقل من أسبوعين على قرار غايدماك ضم لاعبين مسلميْن، برفع شعارات تدعو إلى بقاء الفريق «نقياً إلى الأبد»، علماً بأنه الفريق الإسرائيلي الوحيد في دوري الأضواء الذي رفض وما زال أن يلعب في صفوفه لاعب فلسطيني أو أجنبي مسلم. ويُعتبر جمهوره الأشد عداءً وعنصريةً ضد العرب والمسلمين، وتشهد مدرجات ملعبه أسبوعياً شتائم عنصرية ااعرب والمسلمين ودينهم، فيما لوحظ تعامل الشرطة مع مطلقيها بقفازات من حرير على رغم أن القانون الجنائي يمنع التحريض على العنصرية. وتعدّ «النواة الصلبة» للمشجعين المتطرفين نحو 50 شخصاً، بحسب الشرطة التي اعتقلت أربعة منهم أمس، احدهم لبس قميصاً كتب عليه «الموت للعرب»، وآخر كتب على قميصه عبرارات مسيئة للاسلام. لكن هذه الظاهرة العنصرية ليست محصورة في هذه النواة، فشعارات «الموت للعرب» تشاهَد أسبوعياً على جدران عدد كبير من الملاعب في أنحاء إسرائيل. وأول من أمس ضبطت الشرطة لافتة كتب عليها «بيتار نظيف من العرب إلى الأبد» في مدرسة ثانوية يهودية في القدس علقها طلاب مشجعون ل»بيتار». وبفعل تطرف إدارته وجمهوره، يتمتع الفريق الذي رعاه في السابق عدد من أقطاب «ليكود» بأوسع شعبية في إسرائيل، لكن الأحداث الأخيرة حدت بأحد أبرز المشجعين رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت إلى الإعلان رسمياً، في مقال خاص نشره في وسائل الإعلام، مقاطعته مباريات الفريق، بينما سارع المشجع «المحروق» رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين إلى التنديد بسلوك «القلة القليلة من مشجعي بيتار». من جهته أقر مدير النادي اسحاق كورنفيان أنه بات يخشى على حياته على خلفية موافقته على ضم اللاعبيْن من الشيشان اللذين يشاركان في التدريبات تحت حراسة الشرطة. وحمّل مالك الفريق غايدماك الشرطة مسؤولية انفلات المشجعين العنصريين ودعاها الى التعامل معهم بيد من حديد. وكان غايدماك حاول قبل سنوات ضم لاعب عربي الى الفريق إلا أن تظاهرات احتجاجية للمشجعين أرغمته على التنازل عن الفكرة. ويخشى اتحاد كرة القدم أن تحمل عنصرية مشجعي «بيتار» اتحاد كرة القدم الأوروبي على إلغاء إجراء مباريات بطولة اوروبا الصيف المقبل في إسرائيل، وهي الاستضافة التي اعتبرتها إسرائيل مكسباً سياسياً كبيراً في ظل تزايد عزلتها الدولية.