رفضت إدارة فريق كرة القدم الإسرائيلي «بيتار أورشليم» وجمهوره قرار مالكه اليهودي الروسي أركادي غايدماك استقدام لاعبيْ تعزيز للفريق من فريق غروزني من الشيشان على خلفية ديانتهما الإسلامية. وفريق «بيتار» معروف منذ تأسيسه بعنصريته ضد العرب، وبأنه معقل لغلاة المتطرفين في اليمين الإسرائيلي، وترأست إدارته في السابق شخصيات يمينية غدت لاحقاً شخصيات سياسية، مثل رئيس الكنيست رؤوبين ريبلين، والوزير السابق روني بارؤون، ويعتبر رئيس الحكومة السابق أيهود اولمرت واحداً من اشد أنصاره، وهو الفريق الوحيد في دوري الأضواء الإسرائيلي الذي لم يضم إلى صفوفه لاعباً عربياً بعد أن أعلن مسؤولوه مراراً أنهم لا يتحملون رؤية عربي يلبس قميص الفريق. وتشهد مدرجات استاد الفريق أسبوعياً شتائم عنصرية ضد العرب والنبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولم تردع العقوبات التي أنزلها اتحاد الكرة بالفريق، الجمهور العنصري من مواصلة شتائمه. وضجت أول من أمس مدرجات الفريق بالصراخ والشتائم ضد «العرب والمسلمين» ونبيهم مع شيوع نبأ قرار مالك الفريق تعزيزه بلاعبيْن مسلمين من فريق غروزني الشيشاني. وطاولت الشتائم غايدماك، وهدد الجمهور الذي يعتاش فريقه من أموال غايدماك، بأنه لن يسمح بأن تدوس أقدام اللاعبيْن ملعب الفريق. ورفع مشجعون لافتات كتب عليها: «بيتار نظيف (من العرب) إلى الأبد». وحاول مدرب الفريق أيلي كوهين إقناع الجمهور بقبول اللاعبيْن لمساعدة الفريق مهنياً، فتفوّه بعبارة لا تقل عنصرية عن جمهوره بقوله إن ثمة فارقاً بين «المسلم الأوروبي والمسلم العربي». واعتبر غايدماك سلوك الجمهور العنصري الذي يدعم «بيتار» انعكاساً للأجواء العامة في المجتمع الإسرائيلي، وقال: «هذه للأسف نظرة هذا المجتمع للإسلام». لكنه أضاف مستدركاً أن الشاتمين كانوا قلة من الجمهور وليس كله. وأضاف أنه يتوقع من دولة عصرية أن تحارب العنصرية، مؤكداً أنه لن يتراجع عن فكرة استقدام اللاعبيْن كي لا يمنح الأقلية المتطرفة شعور الانتصار. وأعلن أحد اللاعبيْن، زؤور سداييف، أنه لن يحضر إلى الفريق احتجاجاً على تصرفات الجمهور أمس. في غضون ذلك، تتأهب شرطة القدس للمباراة غداً بين «بيتار» والفريق العربي من أم الفحم، وتتحسب لاحتمال أن تشهد المدرجات الصخب والشتائم العنصرية ضد الفريق وأنصاره، وتخشى أن تنفلت الأمور إلى درجة الاشتباك بين المعسكرين.